السفر لرؤية والدتك دون رضا زوجك يكون للضرورة القصوي
لا مانع من صلاة المرأة بهذا البنطلون
صدقة السر أفضل من العلن .. وكلتاهما صحيح
كيفية العناية بالحيوانات والمحافظة عليها من أسباب دخول الجنة
ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور محمود شلبي أمين الفتوي بالدار.
* ما حكم الصلاة بارتداء الفانلة الحمالات بسبب موجات الحر الشديد؟
** ستر العورة شرطى من شروط صحة الصلاة. وعورة الرجل في الصلاة تمتد من السرة إلي الركبة. فإذاپغطيپهذه المنطقة بلباس لا يشف ولا يصف. فصلاته صحيحة بإجماع الفقهاء.
وبعض الفقهاء. كالحنابلة. يُفضلون أيضًا ستر الكتفين أثناء الصلاة. لكن العبرة بستر العورة المنصوص عليها. سواء سُميت بنطلونًا أو فانلة داخلية أو أي شيء. طالما أنها تستر العورة سترًا تامًا. فالصلاة بها صحيحة.. وبعض العلماء يستحبون أن يزيد المسلم في حدود ستر العورة احتياطًا. كأن يغطي ما فوق السرة وما تحت الركبة بقليل. تجنبًا لانكشافها أثناء الحركة. وهذا من باب الاحتياط والتعظيم للموقف. وليس من باب الوجوب.
وأنصح بأن يُخصص المسلم ثوبًا للصلاة.پيتزينپبه بين يدي الله عز وجل. لقول الله تعالي: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد". فذلك أدعي للخشوع والتهيؤ للوقوف بين يدي الله.. فالصلاة صحيحة إن شاء الله ما دامتپالشروطپتحققت. لكن الأفضل أن نُحسن الوقوف بين يدي الله. ونستر أنفسنا بأكمل هيئة ممكنة. فهذا من أدب العبادة.
* هل لمس الفتاة الأجنبية ينقض الوضوء؟
** مسألة لمس الفتاة الأجنبية بعد الوضوء لا تنقض الوضوء في ذاتها. وكثير من الفقهاء يرون أن مجرد اللمس لا يُفسد الوضوء إلا إذا كان مصحوبًا بشهوة أو تلامسًا يحمل إثارة.. فاللمس الخالي من الشهوة أو قصد الإثارة لا يؤثر علي الطهارة ولا يُنقض الوضوء. وهذا هو الرأي الذي نُفتي به في دار الإفتاء المصرية. ولا حرج فيه شرعًا.
أما بخصوص حكم المصافحة في حد ذاتها. فالأصل في الشريعة هو صيانة العلاقات وحدود التعامل بين الجنسين. والمصافحة محل خلاف بين الفقهاء. إلا أن الأفضل والأروع هو ترك المصافحة منعًا للحرج وصيانة للنفس. لكن لا يُقال بالتحريم المطلق إذا خلت من الشهوة وأمنت الفتنة.. والشرع الشريف دائمًا يوجه إلي الاحتياط والتورع في مثل هذه الأمور. تحقيقًا لمقاصد العفة وصيانة النفس.
* أعاني من ظروف مادية صعبة وأحتاج مساعدة مالية للسفر لزيارة والدتي المريضة بمرض خطير. بينما يمنعني زوجي من السفر.. فهل أقبل مساعدة الغير وهل أطيع زوجي؟
** الأصل في العلاقة بين الزوجين هو التفاهم والتوافق. خاصة في الأمور التي تتعلق بالسفر وزيارة الأهل. إلا أن طاعة الزوج واجبة في غير معصية. ولكنها لا ينبغي أن تكون علي حساب الرحمة والإنسانية.. والسائلة الكريمة خرجت من سؤال المساعدة إلي سؤال آخر حول طاعة الزوج. والمساعدة في ذاتها أمر جائز ومستحب طالما الشخص في حاجة حقيقية. ولا علاقة للمتصدق بتفاصيل حياة هذا الشخص.
والزوجة يجب أن تسعي للتفاهم مع زوجها بشأن السفر وتوقيتاته. وأن تتعامل معه بالحسني. أما في حال رفض الزوج تعنتًا دون مبرر. والوالدة تمر بحالة صحية حرجة. فقد تتحول المسألة إلي حالة ضرورة.
وفي الفقه الإسلامي. الضرورة تبيح المحظور. فإذا وصلت حالة الأم إلي وضع صحي خطير. وكان حضور ابنتها ضرورة لابد منها. فالضرورة تُقدّر بقدرها. ويمكن للزوجة حينها أن تذهب مع مراعاة محاولة التوفيق بين رضا الزوج وبر والدتها.
كما أوجه رسالة للزوج: "لا يصح التعنت في مثل هذه المواقف. فوالدة الزوجة كوالدته. والرحمة والبر يجب أن يكونا أساس التعامل".
* ما حكم صلاة المرأة بالبنطلون؟
** الصلاة تكون صحيحة إذا توافرت الشروط الشرعية لصحتها. فمن أهم شروط الصلاة ستر العورة.. وبالنسبة للمرأة فإنها يجب عليها ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين. وبعض الفقهاء مثل الحنفية زادوا القدمين علي ذلك.. فالبنطلون إذا كان ساترًا للعورة وغير شفاف أو ضيق بشكل يحدد تفاصيل الجسم فإنه لا مانع من صلاتها به. وبالتالي تكون الصلاة صحيحة ولا شيء فيها.
* توفيت والدتي منذ 17 عامًا. وتوفي والدي مؤخرًا. ولم أرغب في أخذ أي شيء من نصيبي في ميراثي خلال حياة أبي. ولكن بعد وفاته طلبت حقي من إخواتي لكنهم رفضوا. فماذا أفعل؟
** اللجوء إلي حكم بين الأطراف أمر عادي وليس فيه أي تعارض مع الأخوة.. ومن الأفضل أن يتم تحديد حقوق السائلة بشكل رسمي من خلال جهة محايدة. حيث إن هذا سيساهم في تجنب الخلافات المستقبلية.
* هل صدقة السر وصدقة العلن لهما نفس الثواب؟
** كلا الصدقتين صحيح. وبالطبع إخفاء الصدقة أفضل لأنه أبعد عن الرياء ولا يكون للشيطان فيه أي مدخل. ولكن الصدقة إن فعلت في السر أو العلن فهي صحيحة. لقوله تعالي في سورة البقرة: "إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرى لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرى".. فالأفضل أن تكون سرًا. ولكن العلن يصلح. فجاء في الحديث الشريف: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه". ورجل هنا تشمل الرجل والمرأة.
* هل وضعت الشريعة حدودا لتربية الحيوانات؟
** الإسلام عظم من شأن الحيوانات وأكد علي أهمية رعايتها والاهتمام بها.. فالحيوانات أمم مثلنا. والشرع الشريف اهتم بهذا الاتجاه لأنه يعد من أسباب دخول الجنة. فالبحث عن أسباب دخول الجنة يشمل أيضًا كيفية العناية بالحيوانات والمحافظة عليها. حتي وإن لم يكن الإنسان يمتلك الحيوان. فالله سبحانه وتعالي خلقها ولها حقوق علينا.
ومن أمثلة ذلك ما جاء بالأحاديث النبوية التي تبرز قيمة التعامل مع الحيوانات بشكل رحيم. مثل حادثة الرجل الذي دخل الجنة بسبب سقيه لكلب. في مقابل المرأة التي دخلت النار بسبب منعها الطعام عن قطة.
والشرع الشريف اهتم أيضًا بدراسة أحكام الحيوانات من حيث الاقتناء والطهارة والحرمة. ففي الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم. جاء رجل إلي الجمل في البستان فحن الجمل إليه. فسأله النبي عن سبب حزنه. فذكر صاحب الجمل أنه كان يجيعه ويثقل عليه الحمل.
كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: "في كل كبد رطبة أجر". وهو ما يؤكد أن العناية بالحيوانات تُعتبر عبادة لها أجر عظيم. أما الاعتداء علي الحيوانات أو إهمال حقوقها لا يجوز. ولا يجب ترويعها أو تعريضها للإيذاء.
ولابد أن نكون حذرين في تربية الحيوانات وأن نلتزم بالضوابط الشرعية. مثل عدم ترويع الناس أو الإضرار بهم. وأيضًا يجب أن نعتني بهم جيدًا من حيث الغذاء والعلاج. فالحيوان الذي نقتنيه يصبح مسئوليتنا ويجب الحفاظ علي حياته ورفاهيته.
اترك تعليق