هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هل نترك العمل وقد كُتب المصير؟.. تعرف على إجابة النبي ﷺ

عن علي بن أبي طالب - رضي اللَّه عنه- قال كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جَنَازَةٍ، فأخَذَ شيئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ به الأرْضَ، فَقالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، ومَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا نَتَّكِلُ علَى كِتَابِنَا، ونَدَعُ العَمَلَ؟ قالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له، أمَّا مَن كانَ مِن أهْلِ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ السَّعَادَةِ، وأَمَّا مَن كانَ مِن أهْلِ الشَّقَاءِ فيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 6] صحيح البخاري


 

 

في هذا المشهد المؤثر وقف صحابة رسول الله رضوان الله عليهم وسط جنازة في بقيع الغرقد، وهي مقبرة المدينة المعروفة، وبينما هم كذلك جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس وجلسوا حوله، وكان معه عصا صغيرة يتوكأ عليها، تُسمى "مِخصرة".

خفض النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وطأطأه نحو الأرض، على هيئة من يتفكر ويتأمل، وهو ما يُحتمل أنه كان تفكرًا في أمر الآخرة، خاصة وأن الموقف في مقبرة وأمام جنازة. ثم أخذ يضرب بعصاه الأرض، وبدأ يحدثهم عن أمر عظيم، فقال: ما من نفس مخلوقة إلا وقد كتب الله مكانها في الجنة أو النار، وكتب إن كانت شقية أو سعيدة.

فقال رجل -قيل إنه علي بن أبي طالب، وقيل غيره-: يا رسول الله، أفلا نتكل على ما كتب لنا وندع العمل؟ يعني: إذا كان مصيرنا مكتوبًا سلفًا، فلماذا نتعب أنفسنا في العمل، فمن كُتب له أن يكون من أهل الجنة سيُيسر لعمل أهل الجنة، ومن كُتب له أن يكون من أهل النار سيُيسر لعمل أهل النار، سواء سعى أو لم يسع.

فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن الأمر ليس كذلك، بل: كل ميسر لما خُلق له، أي أن الله ييسر للعبد الطريق الذي يسلكه بناءً على ما في قلبه من نية وسعي، فالمؤمن يُيسر لليسرى، والكافر يُيسر للعسرى. ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: ((فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى))

وقال البغوي (1 / 133): قال الخطابي: قولهم: " أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ": مطالبة منهم بأمر يوجب تعطيل العبودية وذلك إن إخبار النبي صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم عن سابق الكتاب إِخبار غيب علم اللَّه سبحانه وتعالى فيهم وهو حجة عليهم، فرام القوم أن يتخذوه حجة لأنفسهم في ترك العمل.

وفي الحديث دلالة على مشروعية الموعظة عند القبور، وأن التفكر في الموت والآخرة يرقق القلوب. كما يدل على وجوب الجمع بين الإيمان بالقدر والعمل بالأسباب، فليس الإيمان بالقضاء والقدر مبررًا لترك العمل، بل هو دافع للجد والاجتهاد مع التوكل على الله.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق