يوم الجمعة هو سيد الأيام وخيرها، اختصه الله بفضائل عظيمة وخصال كريمة، فجعله عيدًا أسبوعيًا للمسلمين، ورفع مكانته فوق سائر الأيام، ففيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه تقوم الساعة، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ.
ورسول الله محمد ﷺ هو سيد الخلق، وأشرف المرسلين، وقد أمرنا بالإكثار من الصلاة عليه في هذا اليوم العظيم، لما في ذلك من أجر عظيم وفضل كريم.
فقد ورد في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الألباني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ: فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ؛ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ. قالوا: "يا رسولَ الله، وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ؟" فقال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ حرَّمَ على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ."
وهذا الحديث الشريف يبيّن بوضوح أن الصلاة على النبي ﷺ تُعرض عليه في يوم الجمعة، وأن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض، فيبقى النبي حيًّا في قبره يبلّغه الله فيها سلام وصلوات أمته.
ومن فضائل الصلاة على النبي ﷺ في يوم الجمعة، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى عليّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا." اخرجه البيهقي.
فما أعظم هذه العبادة، وما أكرم هذا الفضل! إن الصلاة على النبي ﷺ عمومًا من أفضل الأعمال، ويزداد فضلها ويتضاعف أجرها في ليلة الجمعة ويومها، فليحرص المسلم على هذا الخير العظيم، مستشعرًا معاني المحبة والاتباع.
اترك تعليق