المروءة في منظومة القيم الأخلاقية التي يُرسّخها الأزهر الشريف، هي خُلقٌ جامعٌ لصفاتٍ عُليا كـ الشجاعة، والشهامة&Search=" target="_blank">الشهامة، والكرم، والعدل، والتواضع، والنُّبل وبوابة الرحمة في التعامل مع الناس
وقد لخّص الإمام الشافعي رحمه الله أركانها الأربعة بقوله:
"للمروءة أركانٌ أربعة: حُسن الخُلُق، والسخاء، والتواضع، والنُسُك".
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد الجبالي، أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد بـكلية الدراسات الإسلامية والعربية، أن المروءة ليست خُلقًا فرديًا يُمارسه الإنسان مع نفسه فحسب، بل تتجلى حقيقتها في تعامل الفرد مع غيره في مواقف تُمحّص معادن النفوس.
وأوضح أن المؤمن الحق لا يعيش لنفسه فقط، بل يحرص على نفع غيره، ويُقدّم المعروف دون انتظار طلب، ويدفع الأذى عن الآخرين بلا مَنٍّ، ويُعينهم في الشدائد.
وأشار الدكتور الجبالي إلى أن الأنبياء عليهم السلام هم أعظم النماذج في تجسيد المروءة، حيث حفلت سيرتهم بالمواقف النبيلة التي تظهر نُبل أخلاقهم وسُمو تصرفاتهم، ومنها موقف سيدنا موسى عليه السلام مع ابنتي شعيب، حين وجدهما تحجمان عن مزاحمة الرجال في السقي، فبادر إلى مساعدتهما تواضعًا ورحمة، وهو ما سجّله القرآن الكريم في قوله:
﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾
﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾
[القصص: 23 – 24]
فمروءة موسى عليه السلام تجلّت في مبادرة فعل الخير دون طلب، وفي صمت وتواضع ودعاء، بعيدًا عن التفاخر أو الانتظار للثناء.
اترك تعليق