قال تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} وأسم الله اللطيف يعني أن الله تعالى لطيف بعباده، أي يحسن إليهم ويفعل ما يرضيهم بلطف وخفاء. يُظهر هذا الاسم لطف الله في التيسير والرزق ودفْع الشّر والدعاء باسم اللطيف يكون بالاستعارة منه لطيفته في جميع أحوال العبد، سواء في التيسير أو في التحدي.
والدليل مِن السُنَّة على اسم الله "اللطيف": الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وفيه قول سيدنا النبي ﷺ لعائشة رضي الله عنها: (لَتُخْبِرِينِى، أَوْ لَيُخْبِرَنِّى اللطيف الخبير). قال الخطابي: "اللطيف هو البَرُّ بعباده، الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويسبِّب لهم من مصالحهم من حيث لا يحتسبون".
ونهج السلف في أسماء الله تعالى هو التعرف على الخالق سبحانه، والتقرب إليه ودعاؤه بها، والتضرع إليه بمعانيها، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}(الأعراف:180). قال السعدي: "{فَادْعُوهُ بِهَا} وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة، فيُدْعَى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب، فيقول الداعي مثلا: اللهم اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، وتُب عَلَيَّ يا تواب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا لطيف، ونحو ذلك".
اترك تعليق