في عصر السرعة والتكنولوجيا، أصبحنا نمارس العديد من المهام في وقت واحد، سواء في العمل، أو أثناء الدراسة، أو حتى في حياتنا اليومية. يُعرف هذا السلوك بـ "تعدد المهام" (Multitasking)، وقد يبدو في الظاهر دليلًا على الكفاءة والنشاط، لكنه قد يحمل تأثيرات سلبية على الصحة العقلية، الإنتاجية، والتركيز إذا لم يُمارس بحكمة. في هذا التقرير نلقي الضوء على حقيقة تعدد المهام، ونتائجه على الإنسان، مدعومًا بالدراسات النفسية والعلمية الحديثة.
تعدد المهام هو أداء أكثر من مهمة في نفس الوقت أو التنقل السريع بين مهام متعددة، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني أثناء كتابة تقرير أو مشاهدة محاضرة أثناء تصفح وسائل التواصل.
الدماغ لا يُجري عمليتين معقدتين في آن واحد، بل ينتقل بين المهام بسرعة، مما يقلل من التركيز ويزيد من النسيان.
تشير دراسات إلى أن من ينجزون المهام بشكل متزامن يرتكبون أخطاء أكثر، ويستهلكون وقتًا أطول.
التنقل المستمر بين المهام يرهق الدماغ، ويؤدي إلى شعور بالتعب دون إنجاز حقيقي.
استخدام الهاتف أو الإنترنت أثناء الحديث مع الآخرين يُضعف جودة التفاعل والعلاقات الاجتماعية.
تعدد المهام يمنع الدماغ من الوصول إلى مرحلة "التركيز العميق" اللازمة للإبداع وحل المشكلات.
رغم آثاره السلبية، إلا أن تعدد المهام يمكن أن يكون مفيدًا في حالات محددة، مثل:
- مهام بسيطة وغير متداخلة ذهنيًا (مثلاً: الاستماع لبودكاست أثناء الطهي).
- تحسين إدارة الوقت في الأنشطة الروتينية التي لا تتطلب تركيزًا عاليًا.
- لكن حتى في هذه الحالات، يجب ألا يتحول إلى عادة دائمة.
- رتّب أولوياتك واستخدم قائمة مهام يومية.
- قسّم الوقت لكل مهمة باستخدام تقنية "البومودورو" (25 دقيقة تركيز + 5 دقائق راحة).
- أغلق الإشعارات والمشتتات أثناء أداء المهام الذهنية.
- مارس التأمل أو تمارين التركيز لتقوية انتباهك.
اترك تعليق