تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادماً يُظهر قيام قائد سيارة وآخر بركوبها بطريقة استعراضية متهورة أعلى الباب الجانبي، أثناء سير المركبة على أحد الطرق بمحافظة الجيزة، في مشهد عبثي يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، ويخلّ بأبسط قواعد السلامة المرورية.
إن مثل هذه الأفعال لا تندرج فقط تحت بند "المخالفة المرورية" أو "التهور"، بل تدخل في نطاق الجرم الأخلاقي والديني لما فيها من ترويع للآمنين وتعريض حياة الناس للخطر، وهو ما نهت عنه الشريعة الإسلامية صراحة.
وكانت دار الإفتاء في فتاوى سابقة ذكرت أن الشريعة الإسلامية عن مجرد ترويع الآمنين، حتى ولو كان على سبيل المزاح، أو باستخدام أداةٍ تافهة، أو بأخذ ما قلَّت قيمتُه؛ فكيف يكون الامر مع من يرتكب افعالاً من شأنها تهديد الأرواح فعلاً ويثير الفزع في الطرقات العامة دون أي مراعاة لحرمات الأنفس أو سلامة المارة؟
فقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي، لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ».
وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»، وأخرج البزار والطبراني عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تُرَوِّعُوا الْمُسْلِمَ فَإِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ».
والله سبحانه وتعالى اعلم
اترك تعليق