ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلة الدكتور محمد وسام مدير إدارة الفتوي المكتوبة وأمين الفتوي بدار الإفتاء
أعمل في مكان بعيد والطقس الحار يجبرني علي الإفطار فهل من كفارة ؟
** روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : "ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه. وما أمرتكم به فَأْتُوا منه ما استطعتم» فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم. واختلافُهم علي أنبيائهم" .. والحفاظ علي العبادة لا يعني هلاك النفس وأن يشق الإنسان علي نفسه. وعلي الإنسان أن يأخذ برخصة الإفطار وتعويض الصيام في يوم آخر.
هل سماع الأغاني يبطل الصيام ؟
** الأغاني من حيث الكلمات. حكمها كالشعر» حسنه حسن وقبيحه قبيح.. فإذا كانت كلمات الأغاني مستساغة ولا تخالف الشرع أو تدعو لإثارة الفواحش أو إلي تعدي علي حدود الله. فإن الغناء في هذه الحالة من حيث الكلمات» جائز. وإن من الشعر ما فيه نصرة للإسلام كمدح الحبيب والصحابة وآل البيت.. وهذا الحكم يختلف عن الهيئة التي يظهر فيها المغني أو المغنية أثناء سرده للكلمات. بما يكون فيه من العُري وكشف العورات التي أمر الله بسترها فمثل هذه الأغاني التي تدعو صراحة أو ضمنًا إلي تعدي حدود الله. من الموبقات والآثام التي تكون علي صاحبها ولا يجوز للإنسان أن يشغل وقته بسماعها أو مشاهدتها.
ما حكم تشغيل القرآن الكريم علي الهاتف المحمول ووهب ثوابه لأرواح الموتي؟
** القضية في هبة القرآن وقراءته وتأثيره أن يقرأه الإنسان. وعلي الرغم من ذلك لا يوجد مانع من تشغيل القرآن علي أجهزة المحمول أو الكمبيوتر. ومن الجائز أن يضع المسلم قراءة معينة علي هاتف ويتركها ليسمعها الناس. ولكن الأفضل دائما أن يقرأ الإنسان بنفسه القرآن الكريم لأن بقراءته يتفاعل مع القرآن. فإذا تفاعلت الروح أثر ذلك في نفسه بالصلاح وأثر فيمن حوله بالإصلاح ونحن في حاجة لقراءة القرآن والتفاعل معه لنكشف ما فيه من أسرار ومعان تنير طريقنا إلي الله سبحانه وتعالي.
هل يجوز قراءة القرآن بملابس المنزل وبدون حجاب؟
** المرأة عند قراءتها للقرآن لا يشترط لها أن ترتدي الحجاب.. فيصح للمرأة أن تقرأ القرآن بدون حجاب ولا مانع من ذلك.. ومن آداب التلاوة أن تستتر في هذا الحال لأن هذا مجلس تحضره الملائكة فتستحي من الملائكة ولكن هذا علي سبيل أنه من آداب التلاوة وليس أمرًا واجبًا.
أنا ميسور الحال ولدي أرض أريد التبرع بها. علما أن لدي أولاد ولكنهم عاقون بي وأنا لا أريد أن أترك لهم شيئا بعد مماتي. فهل هذا حرام شرعاً؟
** لكل شخص عاقل ذمة مالية خاصة. يجوز له التصرف كما شاء. فلصاحب المال حرية التصرف في ماله بما فيه تحقيق المصلحة الدينية والدنيوية.. وموقف أبي بكر الصديق عندما ذهب إلي النبي صلي الله عليه سلم متبرعاً بكامل ماله فسأله رسول الله: ماذا تركت لأبنائك. قال له رضي الله عنه تركت لهم الله ورسوله. وكذلك كان موقف عمر بن الخطاب الذي تصدق بنصف ماله. وكان الصحابة رضي الله عنهم في تنافس دائما بكل ما يملكون.
وأنصح السائل بأنه يجب أن يكون هذا التصدق لوجه الله تعالي. وليس بغرض الانتقام والتشفي. فلابد أن تكون النية الإخلاص لله تعالي.
إذا جلست إلي أمي وإخوتي أو صديقاتي وذكرت أشخاصا يأذونني وذكرت مساوئهم والتي هي بالفعل فيهم.. فهل هذا يعد من الغيبة؟.
** قال صلي الله عليه وسلم معرفاً الغيبة: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟" قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ" قِيلَ: أَرَأَيْتَ إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: "إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ".. وبعض العلماء عرفوا ستة مواقف إذا ذكرت فيها أخاك بما يكره لا تكون غيبة وهي "متظلمي ومعرّفي ومحذّري ومجاهري فسقًا ومستفتي ومن طلب الإعانة في إزالة منكر".
وإذا كان ذكرك هذا أمام شخص لفصل الخلاف بينكم فلا يعد غيبة. أما في حال السؤال فهذا أمر لا يجوز شرعاً لما فيه من ذكرك أخاك بما يكره.
والحذر كل الحذر من الوقوع في هذا السلوك الذميم. والبعد عنه بالتوبة وعدم العودة إليه. وطلب المغفرة من الله بكثرة الاستغفار والتوبة والإسراع إلي فعل الخيرات لقوله تعالي: "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ".
اترك تعليق