في يوم الاحتفال بعيد الأم، لا ننسى أن نُحيي الأم الفلسطينية الصابرة المُحتسبة، التي حملت ألم الولادة ومشقة التربية، ثم احتسبت وصبرت حينما قُطفت زهرات شباب أبنائها.
فسلامٌ على كل أم في فلسطين الحبيبة، وعلى كل أم في العالم الإسلامي والعربي تجاهد، وتُرَبِّي أبناءها، وتضع نصب عينيها قول النبي ﷺ: "والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا" (صحيح البخاري).
ولا يخفى على أحد أن الأم هي المدرسة الأولى، والقدوة المباشرة الملازمة للأبناء، وهي بمثابة القلب النابض للأسرة.
وتأسِّيًا بأمهات خلدت أسماؤهن في السيرة النبوية، نذكر الخنساء، التي مضت تحرِّض أبناءها على القتال في سبيل الله، واحتسبتهم عند استشهادهم، حتى إنها قالت حينما استشهد ولدها الثالث: "الحمد لله الذي أكرمني بشهادتهم".
وكذلك نذكر أسماء بنت أبي بكر (ذات النطاقين)، التي ودعت ولدها عبد الله بن الزبير، وشجعته على الثبات على الحق والسير في خطى النبي ﷺ، فلما قال لها: "إني أخشى أن يمثلوا بي بعد القتل"، قالت له بكل ثبات: "يا بني، لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها".
فهنيئًا لكل أم صابرة، وهنيئًا لكل من أدرك برّ والدته في حياتها، وجعلها في قلبه ومقام الأولوية، سائلين الله أن يحفظ أمهاتنا، ويرحم من رحل منهن، ويجعل الجنة مثواهن.
اترك تعليق