لما جَاءَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، ورآه الناس اتجهوا ناحيتَه مسرعين، وممن توجه إليه عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه وكان من اليهود، فلما رآه عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب؛ لِمَا يبدو عليه من النور والجمال والهيبة الصادقة، فكان أول شيء سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث الناس على أعمال تكون سببًا في دخول الجنة.
وروى الترمذي وابن ماجه وأحمد عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، ثَلَاثًا، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ".
وضع الحديث النبوي الشريف أربع ضوابط تضمن للمسلم دخول الجنة بسلام وهي:
أفشوا السلام: نشر تحية السلام وإظهاره والإكثار منه على مَن عرفت ومن لم تعرف.
أطعموا الطعام: إطعام الطعام بالصدقة والهدية والضيافة.
صلوا الارحام: صلة الأرحام بمن تربطك بهم رحم أو قرابة من جهة الأب أو الأم.
صلوا بالليل والناس نيام: صلاة نافلة قيام الليل والناس نيام.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق