شهدت محافظة الأسكندرية حادثًا مأسويا حيث لجأت طالبة فى الصف السادس الابتدائي إلى إلقاء نفسها من الطابق الثامن إثر ما تعرضت له من تنمر من زميلاتها بالمدرسة،فى السطور التالية نتناول كيف تناول الشرع ظاهرة التنمر وحكمها الشرعي والمجتمعي.
يُبين لنا فضلية الدكتور شوقي علام_المفتي الأسبق_مفهوم التنمر وهو إيقاع الأذى على فردٍ أو أكثر؛ بدنيًّا أو نفسيًّا أو عاطفيًّا أو لفظيًّا.
حكم التنمر شرعًا
أشار فضيلته إلى أن التنمر سلوك عدواني مُحرم شرعًا يهدف للإضرار بشخصٍ آخر عمدًا؛ سواء كان العدوان جسديًّا أو نفسيًّا؛لافتًا إلى أنَّ الشريعة الإسلامية حَرَّمت الإيذاء بكل صوره وأشكاله؛ قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].
خطورة التنمر مجتمعيًا
قال د.علام أن جاءت الشريعة الإسلامية لحماية الإنسان مِن كل ما يمكن أن يصيبه بالضرر؛فعن ابن عباس رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»؛ فحَرَّمت الشريعة إيصال الضرر إليه بشتى الوسائل؛ والإيذاء والاعتداء الحاصل من المُتَنَمِّر تجاه الآخر هو من الإضرار بالغير الممنوع شرعًا.
ولما يحويه التنمر من سخرية ولمز واحتقار؛فقد جاء الشرع الشريف بالنهي عنها في القرآن الكريم؛ قال تعالى:"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ".
اترك تعليق