الحاسد آثم شرعًا.. وهكذا نحتمي من عينيه
ليس شرطًا أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا منامية.. وهناك علامتان لها
كُنْ راضيًا يكن مرضك وابتلاؤك منحة.. وليس محنة
قراءة القرآن يصل ثوابها للميت.. بشرط
عدم الخشوع قد يُضَيِّعُ ثَوابَ الصلاةِ.. ولكن
ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها د. مجدي عاشور أمين عام الفتوي بالدار.
* ما حكم الصلاة علي كرسي في الفريضة والنافلة؟
** الصلاة علي الكرسي مثل صلاة الإنسان قاعدًا علي الأرض لمن جاز له أن يصلي قاعدًا. ولا فرق بينهما. لأن كلًّا منهما يصح أن نطلق عليه صفة القعود.. وقد جاءت السنة النبوية ببيان أن القيام في صلاة النافلة مستحب. ويجوز للمصلي في صلاة التطوع غير الفريضة أن يصلي جالسًا علي الأرض أو علي الكرسي وله نصف الأجر ما دام غير معذور. فقد روي البخاري من حديث عِمْرَانَ بْن حُصَيْني. قَالَ: سَأَلْتُ النبي صلي الله عليه وآله وسلم عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَهُوَ قَاعِدى. فَقَالَ: "مَنْ صَلَّي قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ. وَمَنْ صَلَّي قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ. وَمَنْ صَلَّي نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِد".
أما في الفريضة فإنه يجوز للمصلي أن يصلي جالسًا علي الكرسي أو الأرض في حالة العجز عن القيام. لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "صَلِّ قَائِمًا. فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا. فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَي جَنْبي".
والخلاصة أن الصلاة علي الكرسي تختلف بطبيعة الصلاة. فبالنسبة للمتنفل هي جائزة مطلقًا. فإن كان قادرًا فله نصف الأجر. وإن كان غير قادر فله الأجر كله. وأمَّا صلاة الفرض فلا تجوز إلا من قيام ما عدا صاحب العذر. لأن القيام ركنى من أركانها.
* ما حكم الحاسد في الشرع؟ وكيف نحتمي من عينه؟
** الحسد صفة مذمومة وذنب كبير. وقد بيّن القرآن الكريم أنه شَرّى. فقال تعالي "وَمِن شَرِّ حَاسِدي إِذَا حَسَدَ".. وذلك لأن الحاسد يعترض علي قضاء الله وحِكْمَتِهِ في خَلْقِه. قال عز وجل "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي- مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ".
والحاسد آثم شرعًا. وإثمه علي قدر اعتراضه علي قضاء ربه سبحانه. وعلي قدر أذاه لمن حَسَدَه. وعليه أن يتيقن أن قضاء الله نافذى. وأن حسده لن يجلب له خيرا. بل هو شر عليه وعلي غيره ممن يحسدهم. فليتقِ الله ولْيَرْضَ بقضائه. ويُكْثِر مِن قوله تعالي: "مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
وعلي الإنسان عموما حتي ولو كان محسُودًا أن يداوم علي قراءة المعوذتين صباحًا ومساءً. وكذلك قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ. مِنْ كُلِّ شَيْطَاني وَهَامَّةي. وَمِنْ كُلِّ عَيْني لامَّةي" فمَن واظَب علي ذلك يُحْفَظ بإذن الله.
* هل يجب أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا يراها المستخير في نومه؟
** الاستخارة أمر مستحب. وتكون في الأمور المباحة التي لك أن تفعلها أوْ لا تفعلها. ومعناها: أنك تترك الاختيار في أمورك لله تعالي الذي يعلم السِّرَّ وأَخْفَي.
وليس شرطًا أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا منامية فقط. بل أكبر علامتين بعد الاعتماد الكلي علي الله تعالي هما: "انشراح الصدر" مع "تيسير الأمر أو عدم تيسيره".. ولذلك قيل: "التيسير علامة الإِذْن".
فبعد الاستخارة المتكررة إن وجدتَ راحةً في قلبك للفعل مثَلًا ورأيتَ أسبابه مُيَسَّرةً فلتتوكل علي فعله مع الاستعانة بالله عليه.. وإن وجدتَ عكس ذلك فلتنصرف عنه. وسيصرفه الله عنك بإذنه سبحانه.
* هل الأمراض عقوبة من الله للعبد؟
** الله تعالي رحيم بعباده. ومن رحمته أَخْفَي غَيْبَهُ عنهم.. ومن ذلك أنه قد يبتليهم ببعض البلايا كالمَرَض مَثَلًا. ولكن ليس كل الابتلاء عقوبة. بل إما أن يكون رَفْعًا للدرجات أو تكفيِرًا للسيئات. وكلاهما خير للعبد يوم يلقاه.
والذي يطمئن العبد في وقت الابتلاء أن يكون راضِيًا بقضاء الله ويُسَلِّم له الأمر. فإن فعل ذلك كان في كَنَفِ الله ومَعِيَّتِه وحمايته حتي وهو في شدة مرضه. قال الله تعالي في الحديث القدسي: "يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي "أي لم تَزُرْنِي". قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ. وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟ قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟".
فلا تُفَكِّر في المَرَض: هل هو عقوبة أوْ لا؟ ولكن كُنْ راضيًا يكن مرضك وابتلاؤك لك وليس عليك.
* هل يصل ثواب قراءة شيء من القرآن الكريم إلي الأموات؟
** الفقهاء اختلفوا في حُكْم هذه المسألة. فجمهور الفقهاء علي جوازها. وهو المختار للفتوي. وعليه العمل في الديار المصرية. قال الإمام الدرديري المالكي رضي الله عنه: "الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَي أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ".. واستدلوا بأدلة كثيرة منها: أن الدعاء للأموات يصل باتفاق الفقهاء. والقرآن ذِكْرى بل هو أفضل الذكر. والذكر صِنْوُ "أخو" الدعاء. فله حكمه.
وخروجًا من الخلاف. وحتي لا يعترض معترض. فننصح بقراءة القرآن الكريم أو شيء منه. ثم الدعاء بقبول هذه القراءة وجَعْلِ ثوابها لمَن نشاء من الأموات. وبذلك يدخل ثواب القراءة في الدعاء.. فيُقْبَلُ بإذن الله.
* هل الغفلة والسَّرَحان في الصلاة حرام؟ وكيف أتلاشي ذلك الأمر؟
** الخشوع ليس ركنًا أو شَرطًا في صحة الصلاة. ولكنه سِرُّ قَبولها وهو المراد في إقامتها.
والله تعالي مدح المتحققين به فقال سبحانه: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ".. وعدم الخشوع وإن لم يكن حرامًا فِقْهًا. إلا أنه قد يُضَيِّعُ ثَوابَ الصلاةِ لو اسْتَرْسَلَ فيه المُصَلِّي.
ونتلاشي هذا الأمر بمعرفة وإدراك أهمية الصلاة. وبأنه ليس لك من ثوابي لصلاتك إلا بقدر ما تَعْقِلُ وتَخْشَعُ فيها. كما قال صلي الله عليه وآله وسلم.. ولتحقيق الخشوع عَلَي المُصَلِّي أنْ يَقْرَأَ القُرآنَ الذي في الصلاة بِتَأَنّي وعَلَي مَهَلي مع إعطاءِ الحروفِ حقوقَها في مَخَارِجِهَا وضَبْطِها. وكذلك يفعل في الذكر الموجود في الصلاة.
اترك تعليق