هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب 

قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة لاتبطل الصلاة

التشارك في إناء الطعام.. جائز بشرط

من لا يستطيع أداء سجود التلاوة.. عليه بهذا الذكر

هذا هو الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب

الصلاة علي النبي عند نسيان شيءي ما لتذكُّرِه .. مستحب

العفو عن المسيء ومسامحته عند القدرة .. قمة الفضل والإحسان

هكذا يتوضأ ذوو الهمم 

ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور شوقي علام. مفتي الجمهورية السابق.


*  ما حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة في الصلوات الرباعية؟ 

** قراءةَ السورة بعد الفاتحة في غير الركعتين الْأُولَيَيْنِ» كالركعة الثالثة في المغرب. والثالثة والرابعة من الصلوات الرباعية غير مطلوبة. وذلك بالنسبة للإمام أو المنفرد. وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.. ولو قرأ فلا كراهة. ومع قول المالكية بالكراهة إلا أن ذلك لا يعني بطلان صلاة من قرأ. بل صلاته صحيحة ولا يلزمه إعادتها.

*  نحن مجموعة من الشباب خرجنا في رحلة. وكنا نأكل في طبق واحد. ونتناوب زجاجة الماء نشرب منها جميعًا. فأَنِف أحدنا من هذا الفعل. وأنكر علينا بحجة أنه قد تنتقل بسبب ذلك الأمراض. فرد عليه أحد الزملاء بأن ما نقوم به من التشارك في إناء الطعام والشراب سنة نبوية. فما صحة هذا الكلام؟

** التشارك في إناء الطعام أمر جائز شرعًا. بشرط ألَّا يؤدي ذلك إلي وقوع ضرر علي صحة الإنسان.. ويجوز لمن تعف نفسه عن أن يشاركه أحد في الإناء. أو لكونه يأخذ بالمعايير الصحية التي تحذر من انتقال العدوي بسبب ذلك في وقت انتشار الأمراض والأوبئة -أن يستقل بإناء خاص به. ويجلس مع باقي زملائه متي أمكنه ذلك. وبذلك يكون قد حصَّل ثواب الاجتماع علي الطعام والشراب. وإن ترتب علي التشارك ضرر صحي به أو بغيره ممن يشاركهم وجب الانفراد دفعًا ودرءًا للضرر.

* أحيانا ما يقرأ البعض آيات القرآن الكريم وتصادفه علامة سجدة التلاوة. وهو في المواصلات العامة أو العمل أو خارج المنزل. فما هو التصرف الشرعي في تلك الحالة؟

** سجود التلاوة مشروع لإظهار تمام العبودية لله سبحانه» وذلك حال تلاوة المسلم أو استماعه لآية من الآيات الداعية في معناها إلي السجود لله تعالي.. وسجود التلاوة ليس فرضًا» فجاز بعض العلماء تركه بلا إثم لـمَنْ لم يتمكن منه» كمَنْ لم يكن علي طهارة مثلًا» مراعاةً للتأدب في حضرة الله المولي تعالي.

أما عن الذكر الوارد في حالة عدم التمكن من سجدة التلاوة. ففي الذكر سعة لـمَنْ لم يسجد لعذري ولو كان متطهرًا» كأن يقول: سبحان الله والحمد لله. ولا إله إلا الله. والله أكبر.

* ما معني حديث: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَي إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ"؟ وهل بالفعل هناك ابتلاء يدل علي الرضا وابتلاء آخر يدل علي الغضب؟

** الابتلاء قدرى من أقدار الله تعالي. ولا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع. كما أنَّه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه. أو أن يضجر من الدعاء. أو يستطيل زمن البلاء. وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد. وأن معني الحديث الوارد في السؤال أن الله سبحانه وتعالي إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّ نوع من أنواع الابتلاء.

والفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب بأن ابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر علي البلاء. وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالي. وأيضًا فإنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة. وعلامته عدم الصبر والشكوي إلي الخلق. وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات. وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوي ولا جزع. ويكون أيضًا لرفع الدرجات. وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله سبحانه وتعالي.

* اعتدتُ الصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم عند نسيان شيء ما. رجاء أن يفتح الله عليَّ لتذكُّرِه. ثمَّ رماني أحدهم بالابتداع لصنيعي هذا» فما حكم الصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم عند نسيان شيءي ما؟

** الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مندوبة مطلوبة عند نسيان شيء. وكذا في كلِّ الأحيان وفي جميع الأزمان وهذا ما نص عليه العلماء» لقوله صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثي فَنَسِيَهُ. فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ» فَإِنَّ صَلَاتَهُ عَلَيَّ خَلَفًا مِنْ حَدِيثِهِ. وَعَسَي أَنْ يَذْكُرَهُ".

ونصَّ العلماء علي أنَّ الصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم يتأكَّد استحبابها في بعض المواطن منها عند نسيان شيء لأنها سبب كفاية الهم. فيدخل فيه كفاية كل أسبابه. من نحو النسيان.

* شخص أساء لي وتجاوز في حقي. فطلب مني بعض الناس العفو عنه ومسامحته. وأخبروني بأنه قد ورد في القرآن والسنة أن العفو عن المسيء سبيل للوصول إلي عفو الله تعالي. كما أنه يكسب صاحبه عزة. فما مدي صحة هذا الكلام؟

** الشرع الحنيف رغَّب في العفو عن المسيء ومسامحته عند القدرة» فإن كانت المعاقبة هي جوهر العدل والإنصاف. فإن العفو هو قمة الفضل والإحسان. وهذا الخلق الكريم هو سمة من سمات وأخلاق الإسلام الذي دعا إليه ورغب فيه في مواضع متعددة» فقال تعالي: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل "الحجر: 85". وقال سبحانه وَجَزَاءُ سَيِّئَة سَيِّئَة مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَي اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين.. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالي عنهما. عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ارْحَمُوا تُرْحَمُوا. وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ".

والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة يطول المقال بذكرها. وحسبنا ما ذكرناه عبر هذه اللمحات السابقة التي تبين منهج الشرع الحنيف ودعوته إلي العفو والتسامح والتحلي بهما. بما يعود بالنفع علي الجميع أفرادًا ومجتمعات» إلا أن العفو المأمور به هنا شرعًا هو العفو الذي لا يترتب عليه أمر محرم شرعًا.

* ما كيفية وضوء ذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصة لأداء الصلاة؟

** الشرع الشريف راعي في وضوء ذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصَّة أعذارهم. وعَمَد إلي رفع الحرج عنهم. فإن استطاعوا الوضوء بأنفسهم لزمهم ذلك. وإلا جاز لهم أن يستعينوا بغيرهم ولو بأجرة قدروا عليها. وذلك إذا كان محل فرض الوضوء موجودًا. فإن وجد بعضه دون البعض الآخر غسل الموجود وسقط غسل غير الموجود. وإن عجزوا عن الوضوء تيمموا بأنفسهم أو بغيرهم ولو بأجرة قدروا عليها. فإن عجزوا عن التيمم أيضًا صلوا علي حسب حالهم ولا إعادة عليهم.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق