هل تتذكر آخرة مرة شعرت فيها بالحزن بعد الفشل في شيء ما؟ أو آخر مرة كنت فيها قلقًا للغاية حول حدث قادم تسبب في تشتيت تركيزك لأيام؟
هذه المشاعر غير السارة قد تكون مدمرة. ويحاول الناس تجنبها أو تجاهلها. في الطب النفسي. يدفع الناس المال للتخلص من المشاعر السلبية. لكن الأبحاث الحديثة تكشف أنه حتي المشاعر السلبية قد تكون مفيدة.
في مختبر علوم المشاعر بجامعة تكساس إيه آند إم. تدرس هيذر لينش وزملاؤها كيف تؤثر مشاعر الغضب والملل علي الناس. وكيف يمكن لهذه المشاعر أن تكون مفيدة.
أظهرت الدراسات كثيرة أن المشاعر ليست جيدة أو سيئة بشكل موحد بالنسبة للناس. فالحزن قد يساعد علي التعافي من الفشل.
يحدث الحزن عند فقدان هدف أو نتيجة مرغوبة. مع عدم القدرة علي تحسين الموقف. قد يكون السبب هزيمة في لعبة أو الفشل في فصل دراسي أو مشروع عمل. أو قد يكون فقدان علاقة مع أحد أفراد الأسرة. لكن الشعوربالحزن يجعل الفرد منيتوقف ويفكر. وهذا يساعدنا علي التعافي من الفشل.
عند الشعور بالحزن. يتم معالجةالمعلومات بطريقة تحليلية والميل إلي تجنب المخاطرة. يأتي هذا مع ذاكرة أكثر دقة. وحكم أقل تأثرًا بالافتراضات أو المعلومات غير الواقعية. واكتشاف كذب الآخرين. هذه التغييرات المعرفية تساعد علي فهم الإخفاقات الماضية وربما منع الفشل في المستقبل.
والتعبير عن الحزن. من خلال الدموع أو لفظيًا. قد يجعلالآخرين يتعاطفون لمساعدتك.
أما الغضب فيحدث عندما يدرك الناس أنهم يخسرون هدفًا أو نتيجة مرغوبة. ولكن يمكنهم تحسين الموقف بإزالة شيء يعيقهم. قد تكون العقبة ظلمًا ارتكبه شخص آخر. أو جهاز كمبيوتر يتعطل بشكل متكرر أثناء العمل. الغضبيرتبط بـ "الاستعداد للعمل". ويركز تفكيرك علي العقبة.
الاستعداد للعمل والتركيز يحفزك للتغلب علي العائق. يزيد الغضب من قوة الركلات. في المواجهات الجسدية. كما يؤدي الغضب لنتائج أفضل في مواجهةالتحديات. وحل الألغاز الصعبة. وألعاب الفيديو. والاستجابة السريعة للمهام.
والتعبير عن الغضب. سواء بالوجه أو بالكلام. يدفع الآخرين لإفساح الطريق. فالناس يميلون احيانا للتنازل في المفاوضات عندما يبدو خصمهم غاضباً.
لكن القلق فيكون من تهديد محتمل أو الخوف من الفشل في إلقاء خطاب أمام جمهور كبير. أو قد يكون تهديداً جسدياً لنفسك أو لأحبائك. ويرتبط القلق بالاستعداد لمواجهة الخطر. مثل زيادة التحفز الجسدية والانتباه للتهديدات.
يحفز القلق الجسم للعمل. والتأهب للأحداث القادمة. كتخصيص الوقت للدراسة والاستعداد للامتحان. كما يحفز السلوك الوقائي. لمنع تحول التهديد المحتمل إلي حقيقة.
نظرًا لأن هناك أبحاثًا أقل حول الملل. فهو غير مفهوم جيدًا. يناقش الباحثون ماهيته وآثاره.
وهناك حالات يمكن أن يحدث فيها هذا. مثل تلاشي المشاعر. كالفرحةبالسيارة الجديدة التي تتحول إلي الحياد» عندما لا يكترثالشخص بأي شيء. أو عندما لا يكون لديه أهداف. لكن قد يشعر شخص يريد الاسترخاء بالرضا تمامًا وهو يجلس بهدوء دون أي محفز.
اترك تعليق