الشاي بالحليب، وهو مشروب عزيز يستمتع به الملايين حول العالم، يجمع بين خصائص الشاي المنعشة وثراء الحليب الكريمي،و أصبح هذا المشروب من الطقوس اليومية للكثيرين ولكن الممارسة الشائعة المتمثلة في الإفراط في غليان الشاي بالحليب لتعزيز نكهته أو قوته تثير مخاوف صحية مهمة.
 

 الإفراط في الغليان يمكن أن يغير التركيب الكيميائي للشاي بالحليب، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة. 
أحد أهم مخاطر الإفراط في غليان شاي الحليب هو تكوين مركبات ضارة، الذي يحدث عندما تتعرض الأحماض الأمينية والسكريات الموجودة في الحليب لحرارة عالية لفترات طويلة، يمكن أن ينتج منتجات نهائية متقدمة من السكر . وترتبط هذه المركبات بزيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الجسم، مما يساهم في تطور الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى أنواع معينة من السرطان

و يمكن أن يؤدي غليان الشاي بالحليب لفترة طويلة إلى تدهور العناصر الغذائية الأساسية، وخاصة الفيتامينات الحساسة للحرارة مثل فيتامين C وبعض فيتامينات ب. تلعب هذه الفيتامينات أدوارًا حاسمة في الحفاظ على الصحة العامة، بما في ذلك دعم جهاز المناعة، وتعزيز مستويات الطاقة، وتعزيز صحة الجلد والشعر. 
ويمكن أن يؤدي فقدان هذه العناصر الغذائية إلى تقليل القيمة الغذائية للشاي بالحليب، مما يجعله أقل فائدة كجزء من نظام غذائي متوازن.

يحتوي الحليب على بروتينات مثل الكازين ومصل اللبن، والتي يمكن أن تفسد عند تعرضها لدرجات حرارة عالية لفترة طويلة جدًا. يمكن أن تصبح البروتينات المشوهة أقل قابلية للهضم، مما قد يؤدي إلى عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
 قد يعاني الأفراد الذين يعانون من أجهزة هضمية حساسة من الانتفاخ أو الغازات أو تقلصات في المعدة بعد تناول شاي الحليب المغلي. تحتوى أوراق الشاي على التانينات، وهي مركبات طبيعية تساهم في الطعم القابض للشاي. في حين أن كمية معينة من استخلاص التانين أمر مرغوب فيه للنكهة، فإن الإفراط في الغليان يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مفرط للتانين، مما يؤدي إلى مشروب مرير وقابض بشكل مفرط. يمكن أن يتداخل تناول كميات كبيرة من التانين أيضًا مع امتصاص المعادن الأساسية مثل الحديد، مما قد يؤدي إلى نقصها بمرور الوقت. 

كما ان غلي الشاي لفترات طويلة يمكن أن يزيد من إطلاق الكافيين من أوراق الشاي. في حين أن الاستهلاك المعتدل للكافيين له فوائده، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك زيادة معدل ضربات القلب والقلق والأرق ومشاكل في الجهاز الهضمي. قد يجد الأفراد الذين يعانون من حساسية تجاه الكافيين أن الإفراط في تناول الشاي بالحليب المغلي يمثل مشكلة خاصة.

 و يمكن أن يؤدي الإفراط في غليان الشاي بالحليب إلى تغيير طعمه وملمسه بشكل كبير. قد يصبح المشروب سميكًا للغاية ويكتسب نكهة حارقة أو محروقة، مما يجعل شربه أقل متعة. قد يدفع هذا التغيير في الطعم الأفراد إلى إضافة المزيد من السكر أو المنكهات لإخفاء المرارة، مما يساهم في زيادة تناول السعرات الحرارية وزيادة الوزن المحتملة