هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الدليل الديني للتوعية الأسرية .. تفصيل للحقوق المشتركة بين الزوجين

تنشر "بوابة الجمهورية أونلاين" أهم رسائل الدليل الديني للتوعية الأسرية  بهدف نقل رسائل قوية وفعالة لزيادة الوعي والتشجيع على التغيير الإيجابي.


ويعدد الدليل الديني للتوعية الأسرية الحقوق المشتركة للزوجين كالتالى:

الحقوق المشتركة بين الزوجين

إذا كان للزوج حقوق على زوجته، ولها عليه حقوق، فهناك حقوق مشتركة بينهما، ومن هذه الحقوق المشتركة : إحسان المعاملة، وثبوت نسب الأولاد إليهما، وكذلك التوارث، والمعاشرة الزوجية بحقوقها وآدابها التي في طليعتها ما يأتي:

أ - وجوب الاستتار عند ممارستها.

ب - استحباب التسمية قبلها.

ج - وجوب تلبية رغبة الزوج إذا دعاها وليس ثمة مانع شرعي أو طبي.

د - عدم إفشاء أسرار المعاشرة الجنسية بينهما.

هـ - عدم الممارسة في أثناء وجود مانع شرعي أو طبي.

و - تحريم إتيان الزوجة في غير ما أحل الله.

ز - عدم العزل عنها إلا بإذنها.

ويؤكد الكتاب المقدس هذا المعنى : لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ» (١) کو ٧: ٤-٣).

وهذا تفصيل أهم النقاط

أ. عدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية:
وصف الله تعالى علاقة الزوج بزوجته بوصف دقيق فقال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ [البقرة: ۱۸۷ ] ، وفي هذا المعنى من الستر والحشمة ما لا يخفى. وقد عد النبي ﷺ إفشاء أسرار هذه العلاقة بأنها أعظم الخيانة، فقال: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا » (1) .

فما بين الزوج وزوجته لا يطلع عليه أحد؛ فقد كانت أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا فَأَرَمَ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ (٢).


ب - المعاشرة بالمعروف

يتوجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، والمعروف يظهر في مواطن عديدة؛ ومنها : أن ينادي كلا منهما الآخر بأحب الأسماء إليه، وأن يستمع كل منهما لحوار الآخر، فلا ينشغل عنه، وأن يظهر المعروف عند الخلاف، وقد روي عن رسول الله ﷺ أنه قال لأم المؤمنين عائشة : «إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ : فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَيْ قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ : قُلْتُ : أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ ). والحديث الشريف يبين جمال الحوار الدائر بين الزوجين، وحسن تفقد الزوج الموضع رضا زوجته وغضبها، وعلامة معرفته ذلك، وما رجل أكثر أعباء منه ، ثم يظهر حب الزوجة في قولها لها : «مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ».

ج - المودة والرحمة:

بين الله - تعالى - في القرآن الكريم أن الزواج آية من آياته، وذكر علته، فقال: وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: ٢١].

والمودة والرحمة الدعامتان الروحيتان اللتان يقوم عليهما البيت، وتنشأ في ظلهما الأسرة نشأة هادئة مطمئنة؛ فالزوج العائد إلى بيته بعد عمله مهموما، لا يزيح عنه ألم هذا الهم إلا ابتسامة زوجة، أو مداعبة ولد، وكل هذا لا يكون إلا في سكن روحي متسم بالمودة، وقد رحم بعضه بعضًا، وأزاح عنه ما يكابده من مشقة وأعمال ؛ ولذا فإن الله - تعالى - تفضل على الرجال فخلق لهم من أنفسهم أزواجا، فقال تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إلَيْهَا [الأعراف: ١٨٩].

د . غض الطرف عن بعض الحقوق رعاية لمصلحة الأسرة:

عادة ما تكتنف الأسرة كثيرًا من المشاكل التي لا يخلو منها بيت؛ ولذا فالله تعالى قد أرشدنا إلى طريقة في التعامل تساعدنا على حل كثير من هذه المشاكل؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: ٢٣٧]. و عدم نسيان الفضل واستدعاء العطاء بينهما من شأنه أن يبعث على الاستمرار

في الحياة الزوجية، وفي تعاهده عون كبير على الإلف والتحابب. كما أن على الزوجين أن يزيلا أسباب الخلاف بينهما رافعين مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار ، وفي ذلك رَفْعُ للشقاق، وَبُعْد عن الطلاق، وَطَرْدٌ للفراق، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ، وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا [النساء: ٣٥].
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق