وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم. فأجاب بالآتي:
هل هناك صيغة محددة في الشريعة الإسلامية تقال عند التهنئة بعقد الزواج؟
وردت التهنئة عند النكاح في السنة النبوية المطهرة بلفظ: "بارك الله لك". وبلفظ: "علي الخير والبركة"» فعن أبي هريرة رضي الله عنهپأن النبيَّ صلَّي الله عليه وآله وسلم كان إذا رفَّأ الإنسانَ إذا تزَوَّج قال: "باركَ الله لَكَ. وبَارَكَ عليكَ. وجَمَعَ بَينَكُمَا فِي خَيْري".
ولم يرد في الشرع الشريف ما يُقَيِّد التهنئة. بل جَعَلَ ذلك مرهونًا بعادات الناس وأعرافهم. سواء كانت بهذه الألفاظ. أو غير ذلك ممَّا يَسْعَدُ به الناس. فتَرَكَپذلك لما اعتاد عليه الناس من ألفاظ وعبارات ما دامت تحمل في طياتها الأماني الطيبة والدعوات الحسنة.
ما حكم الشرع في تعليم البنات؟
حثَّ الإسلام علي طلب العلم ورغَّب فيه وأعلي شأن طالبيه» والتعليم يُعدُّ من حقوق الولد علي والده» ولا فرق في ذلك بين ذكر وأنثي. فخطاب الشرع الشريف لم يفرِّق في الحث علي طلب العلم بين ذَكَري وأنثي. كما أنَّ حاجة الأنثي إلي التعليم كحاجة الذَّكَر تمامًا.
ولقد حرص النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي تعليم المرأة. وخَصَّص لها مجالس وأيامًا حتي تتزود من العلم ما يخصها ويتعلق بشئونها مما تتفرد به عن الرجل» فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قالت النساء للنبي صلي الله عليه وآله وسلم: غلبنا عليك الرجال. فاجعل لنا يومًا من نفسك. فوعدهن يومًا لقيهن فيه. فوعظهن وأمرهن.
وبناءً علي ذلك: فتعليم البنات حقّى واجبى علي الآباء. وإهمالُ الآباء في ذلك بمنعهم من الالتحاق بالمدارس أو تسريحهم منها هو حرمانى مِن هذا الحق الأصيل.
ما الحكمة من إحداد المرأة علي زوجها المتوفي؟ وما مدة الإحداد؟ وكيف يكون؟پ
شرع الله تعالي إحداد المرأة المتوفي عنها زوجُها بتربصها زمن العدة» تعبُّدًا له سبحانه وامتثالًا لأوامره. ووفاءً للزوج ومراعاةً لحقه عليها» فإن رابطة الزوجية عقد وثيق وميثاق غليظ.
وقد كانت الزوجة في أول الإسلام تُحِدُّ علي زوجها حولًا كاملًا -أي سنة كاملة-» تفجعًا وحزنًا علي وفاته. فجعله الله تعالي أربعة أشهر وعشرة أيام إن لم تكن حاملًا» حيث يقول سبحانه: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُري وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرى.. فإن كانت المرأة حاملًا فإنَّ حِدادَها ينتهي بوضع الحمل» لعموم قوله تعالي: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ.. ويكون الإحداد بأن تمكث المرأة في بيتها تاركةً للزينة والطيب ونحوهما كلُبس الحلي.
يقول البعض إن إيتاء الزكاة يغني عن دفع الضرائب للدولة.. فما رأي الشرع؟
إيتاء الزكاة لا يعني التهرُّب من دفع الضرائب كما يروِّج لذلك بعض المتطرفين. فقد تقرَّر في الشريعة الإسلامية أن في مال المسلم حقًّا سوي الزكاة.. والأساس في الضرائب هو تكوين مال للدولة تستعين به علي القيام بواجباتها. والوفاء بالتزاماتها. فالأموال التي تُجبَي من الضرائب تُنفق في المرافق العامة التي يعود نفعها علي أفراد المجتمع كافة.
ما حكم اكتشاف الزوجة بعد زواجها إصابة الزوج بمرض مزمن وقد أخفاه الزوج عنها؟.
في الأصل يجب أن يسود الصبر والوئام وتغليب جانب الفضل بين الزوجين. والسعي لإصلاح العيوب. ولكن لو تضررت الزوجة من المرض المزمن للزوج. وخاصة إذا كان الزوج قد أخفي حقيقته عنها خداعًا» فلها أن تلجأ للقضاء لأنها متضررة ولها حق ثبوت الخيار. فالقضاء يجيز التفريق للعيوب في نطاق معين وبشروط معينة. وكل تفريق من القاضي بائن إلا ما نصَّ القانون علي أن هذه الفرقة رجعية.
ما حكم من ينسي القرآن وهل هو دلالة علي ضعف الإيمان؟.
ننصح بالمداومة علي قراءة القرآن. وغير المتمكن من القراءة الصحيحة عليه أن يصحِّح قراءته علي يد شيخ أو المسجِّل. كما أن النسيان ليس علامة علي ضعف الإيمان.
هل يجوز للمرأة أن تخرج إلي المسجد مُتَعَطِّرة؟ حيث جاء في بعض الأحاديث أن المرأة إذا خرجت للمسجد متعطرة فإن الله لا يقبل منها الصلاة حتي تغتسل. فما معني ذلك؟ وهل يجب عليها الغسل؟ وهل يقتضي ذلك بطلان صلاتها ووجوب الإعادة عليها؟
يجوز للمرأة وضع العطر عند ذهابها للمسجد بشرط أمن الفتنة» حيث جاء القرآن الكريم بأخذ الزينة عند كل مسجد سواء للرجال أو النساء. وجاءت السنة النبوية التقريرية بخروج النساء إلي الصلاة بقلائد عطرهن.
وأحاديث النهي عن خروج المرأة إلي المسجد متعطرة فالمراد بها: النهيُ عن تعطرها بالعطر النفّاذ الزائد عن الحد الذي تقصد به الشهرة. أو لفت النظر إليها» فإن ذلك حرام. سواء فعلت ذلك بالعطر أو بغيره من وسائل الزينة التي تلفت الأنظار. والاختلاف بين الفقهاء بين التحريم والكراهة والإباحة ليس حقيقيًّا» فالتحريمُ عند قصد الإغواء مع تحقق الفتنة أو ظنها. والكراهة عند خشيتها. والإباحة عند أمنها. والاستحباب عند الحاجة إلي الطيب لقطع الرائحة الكريهة ونحو ذلك.. أما الأحاديث الواردة في عدم قبول صلاتها فإنما هي في حالة التحريم. وهي محمولةى علي نفي الكمال لا علي نفي الصحة» أي: أنَّ صلاتها صحيحة. لكنها غير كاملة الأجر. وكذلك الحال في أمرها بالاغتسال: إنما هو لإزالة أثر العطر النَّفَّاذ. وليس المقصودُ بذلك الجنابة الحقيقية أو رفع الحدث عن المرأة.
اترك تعليق