هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الشيخ سيد النقشبندي.. إمام المداحين.. وصاحب الصوت الخاشع

رغم مرور 39 عاماً على رحيل الشيخ سيد محمد النقشبندي.. إلا أن الأيام لم تستطع أن تمحو صوته من ذاكرة محبيه، رغم كثرة ما يظهر حالياً من أصوات.. فكان منصرفا بحسه الكامل إلى ما يقول وينشد.. وارتبط صوته بشهر رمضان الكريم وأصبح في الذاكرة المصرية السمعية من مثيرات الشجن حول رمضان.. فاسمه النقشبندي معناه فى اللغة العربية "نقش حب الله على القلب".


عاش الشيخ سيد محمد النقشبندي عبداً فقيراً زاهداً عابداً محباً مخلصاً كريماً.. لم يترك من حطام الدنيا شيئا يذكر.. تربع بعذوبة صوته في قلوب مستمعيه وكان مدحه للرسول- صلي الله عليه وسلم- نبضاً سماوياً يغزو القلوب فتتفتح لمدحه كل القلوب.. إنه بحق "إمام المداحين والصوت الخاشع والكروان الرباني وقيثارة السماء" كما أحب مستمعيه ومحبيه وكبار الأدباء والكتاب في مصر أن يلقبوه.. ومنهم من وصفه بلحن ملائكي.. ووصفه الدكتور مصطفي محمود في برنامجه التلفزيوني العلم والإيمان ذات مرة بأنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد.

كما أنه ينتمي إلى أصول تربت علي حب العلم والتصوف.. فجده الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذى قد نزح من بخارة بولاية اذربيجان الى مصر للالتحاق بالازهر الشريف، ووالده احد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية والتى يرجع نشاطها إلى الصحابي سلمان الفارسي- رضي الله عنه.

بدأت شهرة الشيخ عام 1966 عندما دعاه صديقه الحميم سيد محمد محمد لاحياء الليلة الختامية لمولد الحسين- رضي الله عنه- بالقاهرة فلبي الشيخ النقشبندي الدعوة وأقام حفلاً ترنم فيه بصوته وشدا بمدح الرسول الكريم- صلي الله عليه وسلم- وأدهش مستمعيه فذاع صيته وتناقلته الإذاعات عبر موجاتها خاصةً بعدما التقي عن طريق الصدفة فى ذلك اليوم بالإذاعي أحمد فراج واستضافه في برنامجه الشهير "نور علي نور" ثم سجل معه بعض التسجيلات لبرنامج "فى رحاب الله" كما سجل العديد من الأدعية الدينية للإذاعة عام 1967 لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يومياً عقب آذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني "في نور الاسماء الحسني".. وسجل برنامج "الباحث عن الحقيقة" والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي- رضي الله عنه-. بالاضافة إلي الابتهالات الدينية.. حتي أصبح صوته مظهراً من المظاهر الدينية خلال شهر رمضان.. والذي ارتبط فى أذهاننا بصوته فى أدعية الإفطار وتسابيح الفجر.. حتى أصبح ملمحاً أساسياً من ملامح هذا الشهر الكريم.

اجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ سيد النقشبندي من أعذب الأصوات التى قدمت الدعاء الديني.. فصوته مكون من ثماني طبقات.. حيث بدأ الشيخ حياته بتلحين القصائد بنفسه.. ودرس جميع المقامات الشرقية.

سافر إلي معظم الدول الإسلامية والعربية بدعوة من هذه الدول وحكامها ومنها: حلب وحماة ودمشق بسوريا لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبو ظبي والأردن وإيران واليمن وأندونسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الافريقية والأسيوية، وأدي فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للمملكة العربية السعودية.

حصل الشيخ سيد النقشبندي على مجموعة من الأوسمة والنياشين من الدول التي زارها.. كما منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات- بعد وفاته- والذي عرفه الناس بعشقه للشيخ عام 1979وسام الجمهورية من الدرجة الاولي.. وفى ليلة القدر عام 1989 كرمه الرئيس حسني مبارك بوسام الجمهورية من الدرجة الاولي.. وكرمته محافظة الغربية التى عاش بها باطلاق اسمه على أكبر شوارع مدينة طنطا بعد وفاته مباشرة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق