شهر شعبان هو البيان الأول الذي يكشف بوادر التوفيق للطاعة في شهر رمضان، فكلما كان العبد مؤهلًا وفي استعداد كامل للطاعة بطاعة قبلها كان ذلك أحرى للاجتهاد في شهر الخير، الذي يعد صفحة جديدة يحسن فيها العبد علاقته بربه ويفتح لنفسه باب خير يُرجي نفعه وفائدته في الاخرة بإذن الله.
ويوضح لنا فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتي الديار المصرية فضل شهر شعبان فهو من الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وأَوْلَاها من المنزلة بمكان: شهر شعبان؛ فمَيَّزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي في "المسند"، والنسائي في "السنن الصغرى" واللفظ له، والبيهقي في "فضائل الأعمال".
اترك تعليق