بعث الرسل جميعاً بتوحيد الله كما قال الله: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فقد بعثوا بلا إله إلا الله. فهي دعوتهم جميعاً عليهم الصلاة والسلام. وقد تختلف شرائعهم في التفصيل. لكن لا تختلف في المعتقد.
ومن الأمور المهمة ألا توالي إلا في الله. وأن تتبرأ من أعداء الله. وأن تحب في الله. وتعطي في الله. وتبغض في الله وتمنع في الله عز وجل. فإذا فعلت ذلك فقد استكملت الإيمان. والولاء: أن توالي في الله عز وجل» أي: بسبب أن هذا الشخص ملتزم بأمر الله أحببته بحسب ما فيه من طاعة. وتبغضه بحسب ما فيه من معصية. فلا تبغض الرجل» لأنه من قبيلة أخري. أو لأنه من شريحة أخري. أو من لون آخر. أو من بلد أو شعب آخر. فمن فعل ذلك فقد خان لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال تعالي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَري وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.. وتبغض في الله» فصاحب المعصية تبغضه لا لأنه من قبيلة أخري أو من أسرة أخري. إنما لأنه عاصي. ثم تحبه بحسب ما فيه من طاعة. فقد يجتمع الحب والبغض في شخص واحد.
ومنها المنع والعطاء. فتعطي لأنك تريد ما عند الله عز وجل. وتمنع لأن المصلحة في المنع لمرضاة الله عز وجل.
يعرف الله عز وجل بآياته ومخلوقاته.. من ربك؟ ربي الله الذي رباني بنعمه. سؤال لابد أن نجيب عليه بالعمل. بم عرفت ربك؟ بآياته ومخلوقاته: الشمس والقمر.. الليل والنهار.. الشجرة والوردة.. السماء والضوء.. الماء والجبل.. الرابية وكل شيء.. يقول تعالي: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..
ويقول عز وجل وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتي لَهَا طَلْعى نَضِيدىپ*پرِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ وقال تعالي: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَي الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْپ*پوَإِلَي السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْپ*پوَإِلَي الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْپ*پوَإِلَي الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ.. هذه آياته دلت عليه. كل شيء مكتوب عليه بقلم الوحدانية ويراع الصمدانية» لا إله إلا الله. يقرؤها الأمي وغير الأمي. أما تأملت الروض؟ أما دخلت الحديقة؟ أما فتشت البستان؟ كل ورقة من زهرة. وكل نبتة من نامية. وكل لمعة من ضوء وكل قطرة من ماء تدل علي الله.. كل الكون كتاب مفتوح.
اترك تعليق