هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رحلة"المعراج"إعجاز فريد خص الله سبحانه به سيد الخلق

قال الدكتور علي جمعة_المفتي السابق_أن رحلة المعراج هي إعجاز فريد خص الله سبحانه به سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من الخلائق ، ففي لحظة لطيفة خاطفة صعد من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا ومنها إلى سدرة المنتهى وهو ما يعد كشفا كليا للغيب وخروجا كاملا عن قوانين الأرض وتجاوزا لا تستطيع بلوغه حواس الإنسان ومداركه.


 
تابع فضيلته:مما يجدر ذكره في هذه المعجزة الكبرى أنها أخذت بيد النبي عليه السلام ليتجاوز عوالم الكون ومحددات الوجود  وهي عوالم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.

أما عالم الزمان: فقد طوى الله عز وجل لنبينا عليه السلام الزمان بما لا تبلغه العقول ولا تستوعبه الأفهام إلا إذا أدركت تلك العقول نفحات من الإيمان.

وأما عالم المكان:فإنه عليه السلام تجاوز كل مكان وصله مخلوق  من نبي مقرب أو ملك مرسل حيث تجاوز السماوات السبع إلى سدرة المنتهى , إلى حيث شاء الله عز وجل بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وتجاوز أيضا عالم الأشخاص :مع ما لهم من الحب والكرامة عند الله سبحانه سواء أكانوا أنبياء أم مرسلين أو ملائكة مقربين  بداية من آدم في السماء الأولى مرورا بعيسى وموسى من أولي العزم حتى أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم , بل تجاوز الأمين جبريل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين،فقال له نبينا عليه السلام : أفي هذا المكان يفارق الخليل خليله؟ فأشار جبريل إلى قوله تعالى: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) .

أما عالم الأحوال: فقد فاق رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام كل المقامات  وبلغ أعلى الرتب والدرجات فإنه تجاوز مراتب المرسلين  ومر على أحوال الملائكة المقربين الذين وصفهم الله بقوله: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) ، وقال عليه الصلاة والسلام عن السماوات: (ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم) ، ولم يتحمل سيدنا جبريل أنوار جلال الله تعالى , فترك رسول الله عليه السلام يدخل على تلك الأنوار وحده , ويتلقى الوحي والعلم والفضل من الله عز وجل دون واسطة جبريل , ليفضل الجميع بما تلقاه في تلك الحال , ويتحقق تفرده كما قال سبحانه: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).

ولقد ظهرت هذه المعاني كلها بعوالمها الأربعة في قوله تعالى: (وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى).
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق