هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في بيت النبوة

سودة بنت زمعة .. مربية أبناء الرسول من السيدة خديجة

توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها. وكان لهذه المصيبة وقع علي رسول الله- صلي الله عليه وسلم-. وأحدثت حزنا كبيرا في قلب النبي الكريم. فقد كانت السند العاطفي والقلبي. ومضت الأيام ثقيلة الخطوة علي النبي. حتي جاءت خولة بنت حكيم السليمة وقالت له: يا رسول الله. كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. ورد عليها النبي: "أجل. فقد كانت أم العيال. وربة البيت".


اقترحت خولة بنت حكيم علي رسول الله أن يتزوج. فكان رد الرسول الكريم: ولكن من بعد خديخة؟! فذكرت له عائشة بنت أبي بكر. فقال الرسول: لكنها ما تزال صغيرة. فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتي تنضج. قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن؟.

فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة. وعرض الأمر علي سودة 

ووالدها: فتم الزواج ودخل بها- صلي الله عليه وسلم- بمكة.

السيدة سودة بنت زمعة بن قيس العامرية إحدي السابقات إلي الإسلام. أسلمت رضي الله عنها في بداية الدعوة مع زوجها السَّكران بن عمرو رضي الله عنه. وهاجرت معه في الهجرة الثانية إلي بلاد الحبشة. بعدما اشتدَّ عليهما أذي المشركين. وكان عدد المهاجرين حينذاك ثلاثة وثمانين رجلاً وتسع نسوة.

وورد في كتب التراث الإسلامي أنه مات زوجها في بلاد الحبشة. وقيل إنه مات بعد أن رجعا إلي مكة قبل الهجرة إلي المدينة المنوَّرة. وخطبت السيدةُ سودة لرسول الله. وتزوجها وهي في السادسة والستين من عمرها. إكراماً لها. فكانت ثاني زوجاته ولم يتزوج النبي الكريم معها امرأة نحواً من ثلاث سنين.

كانت سودة بنت زمعة رضي الله عنها كريمة المعشر. تُضفي السعادة والبهجة علي قلب رسول الله. أورد ابن سعد في طبقاته أنها صلت خلف النبي ذات مرة في تهجده. فثقلت عليها في الصلاة لطول صلاته. فلما أصبحت قالت له: "صليت خلفك البارحة. فركعت بي حتي أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم". فضحك النبي. كما كانت سخية معطاءة تحب الصدقة حتي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بدراهم في غرارة "وعاء يوضع فيه الأطعمة". فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرقتها بين المساكين.

تعد السيدة سودة مُربية أبناء النبي من السيدة خديجة بعد وفاتها. ومن فواضل نساء عصرها كانت سيدة جليلة. نبيلة الخلق. عُرفت بالصلاح والتقوي. وامتازت بالصدقة. شهدت غزوة خيبر مع النبي وأطعمها من الغنائم ثمانين وَسْقاً تمراً وعشرين وَسْقاً شعيًرا. ويقال قمح.

تزوج النبي- صلي الله عليه وسلم- بالسيدة عائشة رضي الله عنها. قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا. وكانت زيجتها ثالث زيجاته بعد السيدة خديجة. والسيدة سودة بنت زمعة رضي الله تعالي عنهن. وكان ذلك في حياة السيدة سودة الفطنة وشديد الذكاء. التي كانت حريصة علي رضي رسول الله وراحته. حيث عندما كبر سنها وأحسّت أنه من الممكن أن يطلقها رسول الله. وهبت ليلتها مع رسول الله للسيدة عائشة حبّا برسول الله وإيثارا لراحته علي راحتها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق