سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إحدى الجاريات فقال لها: «أَيْنَ اللهُ؟»فأشارت إلى السماء..فهل إقرار النبي لها يدلّ على إثبات المكان للخالق سبحانه وتعالى؟.
بيّن الدكتور شوقي علام_مفتي الجمهورية_أن الأصل الثابت المقرر في عقيدة المسلمين أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يحويه مكان ولا يحدّه زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كلِّ شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: "كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان".
أشار فضيلته إلى أن حديث الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها: «أَيْنَ اللهُ؟» فأشارت بأصبعها إلى السماء، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبها: «أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه"، فليس فيه إثبات المكان لله، ولا يُظَنُّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلب من أحد أن يثبت لله مكانًا، فغاية ما يستدل به من هذا الحديث هو إيمان الجارية لا مكان الله تعالى.
اترك تعليق