هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فبهداهم اقتده

كظم الغيظ

اصطفي الله سبحانه وتعالي الرسل والأنبياء وميزهم علي العالمين بجزيل عطائه وعظيم فضله حتي يبلغوا رسالته وجعلهم قدوة للبشرية يسيرون علي هديهم ويقتدون بمنهجهم القويم.


ومن هدي الأنبياء: كظم الغيظ.. فمِمَّا يُعينُ علي تَحمُّلِ أذي الغيرِ كظْمُ الغيظِ وقدَ مدَحَ اللهُ تعالي الـمُتّقينَ الكاظمين الغيظَ ووصَفَهُمْ بأنّهُمْ مُحسنون وأنّهُم عندَ اللهِ محبوبونَ فقد قالَ اللهُ تعاليپ"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.. وفي الحديثِ الشّريف: "من كظم غيظًا وهو قادرى علي أن يُنْفِذَهُ دعاه الله عز وجل علي رؤُوس الخلائق يوم القيامة حتي يُخَيِّرَهُ الله من أيِّ الحور العين شاء".

وفي طبقات ابن سعد عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كنت بين شر جارين بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها علي بابي حتي إنهم ليأتون ببعض ما يطرحون من الأذي فيطرحونه علي بابي" أي أنّهُ صلي الله عليه وسلّم كانَ يَتحمّلُ أذاهُما معَ أنّهُ كانَ أشجَعَ خَلْقِ اللهِ علي الإطْلاقِ وقَدْ أُوتيَ مِنَ القُوّةِ البدنيّةِ قوّة أربعين رجُلاً ومعَ ذلك كان العفوُ خُلُقَه والصبّرُ شيمتَهُ وتَحمُّلُ الأذي مِنَ الغَيْرِ حالَهُ ودأبَهُ وقد قالَ الحبيب المصطفي صلّي الله عليه وسلّم "مَا شيْءى أَثْقَلُ في مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامةِ مِنْ خُلُقي حَسَني فَإِنّ الله تعالي ليُبْغِضُ الفاحِشَ البَذِيءَ".

وكانَ أحدُ أحبارِ اليهودِ منْ أهلِ المدينةِ ويُسمّي زيدَ بنَ سَعْيَة قدِ اطَّلَعَ في بعض الكُتُبِ القديمةِ أنّ نبيَّ آخر الزّمانِ. لا يزيدُهُ شِدّة الجهلِ عليهِ إلا حِلمًا. فأرادَ هذا الـحـَبْر اليهوديّ بعد أن هاجَرَ الرسولُ صلي الله عليه وسلّم إلي المدينةِ أنْ يعرفَ إن كانَ هذا الوصف ينطبقُ علي الرّسولِ. فعاملَ الرّسولَ بدَيْني مُؤَجّلي لأجَلي معلومي. ثُمَّ قَبْلَ أنْ يـَحـِلَّ الأَجَل بِثلاثَةِ أيَّامي. جاءَ اليهوديُ إلي النّبي صلي الله عليه وسلّم مُطالبًا بالدَّيْنِ. ونالَ منَ الرّسولِ بِكلِمَة تَهُزُّ المشاعِرَ. فأرادَ سيّدنا عمرُ بنُ الخطّاب رضي الله عنه أن ينتقِم منهُ وكادَ أن يَبطِشَ بهِ فيقتله فنهاهُ الرّسولُ الحليم الصبّورُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه. عندها علِمَ اليهوديُّ أنّ سيِّدنا مُحمّدًا صلي اللهُ عليهِ وسلّم هُوَ رسولُ اللهِ. وأنّهُ نبيُّ آخرِ الزّمانِ. فنطقَ بالشَّهادتين.

أخي المسلم إذا أساء إليكَ إنسانى أو جَرَحَكَ بِكَلِمَةي فكظَمْتَ غيظكَ امتثالاً لأمرِ اللهِ وكُنتَ قادِرًا علي أنْ تنفذه. فإنّ اللهَ تباركَ وتعالي يـُخيِّرُكَ مِنَ الحورِ ما تشاءُ يومَ القيامةِ. فلْتكُن واسِعَ الصّدر مُتسامـِحـًا كثيرَ الصّفحِ فالعفْوُ مِنْ شِيَمِ الكرام.. قال رسول الله صلّي الله عليه وسلّم "ليسَ الشّديدُ مَنْ غَلَبَ النّاس ولكنَّ الشّديدَ مَنْ غلَبَ نفسَهُ".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق