قال رسول الله صلى الله عليه السلام:"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".
وفى هذا السياق،أشار الدكتور علي جمعة_المفتي السابق_ إلى أن هذه العبارة وكأنها قد جاءت مع كل نبي وليس فقط مع دين الإسلام،فليس الإسلام وحده هو الذي يدعو إلي الحياء،بل إن الحياء مطلوب منذ آدم وإلي خاتم النبيين محمد عليه السلام .
وتابع:فالحرية حالة مطلوبة، ويجوز أن نسكن بها الحياء، فيكون هناك حرية مع الحياء،ويكون هناك حرية مع العقيدة،وفي الانتقال والعمل والرأي .
كما لفت د.جمعة إلى أن الحياء هو الذي يجعلنا نصف الحرية بالحرية المقبولة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى وأتاحها حتى في العقيدة {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} , ثم جعل العقاب يوم القيامة وليس في هذه الدنيا نزاع وصدام, فيقول: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} فالمسألة بيد الله سبحانه وتعالى في يوم آخر، يحذرنا منه وينبهنا أنه سوف يكون هناك حساب حتى تستقيم سلوكياتنا في هذه الحياة الدنيا.
استشهد د.جمعة بموقف النبي عليه السلام جاءه رجل يلوم أخاه في الحياء وقال إنه يستحي فقال عليه السلام : " لا تلمه فإن الحياء خير كله"،منوهاً إلى أنه من العبارات الشائعة الخاطئة التي ننهي عنها (لا حياء في الدين) ،فعندما يريد أحد أن يسأل سؤالا في موضوع حساس أو أي شيء آخر،ويريد أن يجعل أخاه يسأل مثلا، فيقول له: يا أخي، لا حياء في الدين أو في العلم. وهذا خطأ،الصحيح أن نقول: لا حرج في الدين، بل الدين كله حياء.
اترك تعليق