خصصنا تلك المساحة لبعض الكلمات التى تتحرر فيها من الاحكام الشرعية والفتاوى الفقهية لنجعلها رشفة تختلط بوجدان القلب فتسمو بها النفس وتعلو بها الهمم وترتقى بمعانيها المشاعر
ومن جميل ما قرأنا اليوم
ان التسبيح لغةً هو تنزيه الله عز وجل من الشرك به، ومن سائر العيوب والنواقص التي لا تليق بجلاله، والاعتراف بكماله وربوبيته
.....
وقد تتبعت التسبيح في القرآن فوجدت عجبا، وجدت أن
_التسبيح يرد القدر كما في *قصة يونس عليه السلام *قال تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
فكان يقول في تسبيحه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " *.
_والتسبيح هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع داود عليه السلام قال تعالى " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير " .*
فالتسبيح هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض " .*
_ولما خرج زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح قال " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا"
_ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر قال " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " .*
_ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " .*
_والتسبيح هو ذكر الملائكة قال تعالى " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" .*
فالتسبيح حقا شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجة أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام .*
فاللهم اجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا. _سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.*
*هاتين الظاهرتين ( التسبيح والرضا النفسي )*
_لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، *ولكن مرّت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سرّ هذا المعنى، *وكيف يكون التسبيح في سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي ؛*
*يقول الحق تبارك وتعالى:_"فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ"طه (130)
ولاحظ كيف استوعب التسبيح سائر اليوم _قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره_فماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح
_والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة
_وقال تعالى في خاتمة سورة الحجر الاية 99"﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"
*فانظر كيف أرشدت هذه الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس .*
*ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح :
*"ويسبح الرعد بحمده"*
*"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"*
*" تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"*فأكثروا من التسبيح
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر _ولا حول ولا قوة إلا بالله _سبحان الله وبحمده _عدد خلقِه
ورِضا نفسه _وزِنة عرشِه _ومِداد كلماته
اترك تعليق