مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"أرضي نفسي ولا أسرتي" .. حيرة طلاب الثانوية العامة فى اختيار الكلية .. والخبراء ينصحون

أيام قليلة ويتم الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة 2023 وتبدأ بعدها مباشرة مرحلة تنسيق الجامعات لتعيش كثير من الأسر المصرية المشكلة القديمة المتجددة كل عام بين الأسرة التي تريد إلحاق ابنها بكلية مما يطلق عليها كليات قمة و بين الطالب الذي يحلم بكلية مناسبة لموهبته فى الرسم او الموسيقى او غيره.


وقد يصل الأمر في بعض البيوت الى خلافات شديدة وضغوط كبيرة يعيشها الطالب وصراع يعكر عليه فرحته بالنجاح ، بين تحقيق رغبته والامتثال لتنفيذ رغبات والديه.

الجمهورية أون لاين ناقشت الخبراء للوقف على الحل الأمثل لهذه المشكلة بما يضمن صالح الطالب فهو الهدف الرئيسي سواء للطالب نفسه أو أسرته

 

كلمة السر فى حسم حيرة الطالب والأسرة فى اختيار الكلية المناسبة

قال الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس انه بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة وحصول  الطالب  على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية ما تبدأ سلسة جديدة من  الحيرة والتشتت والصراعات النفسية التي تحدث  لدى الطالب  ووالديه والتي تتعلق باختيار الكلية المناسبة له، وتزداد هذه المشكلات مع حصول الطالب على مجموع مرتفع  يؤهله  للالتحاق بأكثر من كلية مميزة ( وهنا يشكو الطالب من صراع أو حيرة الاختيار بين أكثر من كلية كلها مميزة)، أو العكس صحيح في حالة حصوله على مجموع منخفض يدفعه الى الاختيار من بين أكثر من  كلية تفتقد العديد من المميزات .

وتابع الدكتور تامر شوقي : في كل الأحوال  يجب أن يكون قرار اختيار الكلية ناتجا عن عملية تحاورية تشاركية في جو ديمقراطي هاديء  بين الطالب ووالديه يبدي خلالها الطالب لوالديه الكليات أو التخصصات التي يرغب في الالتحاق بها بما يتسق مع ميوله ورغباته، ثم يناقشه فيها والداه باعتبارهما الأكثر خبرة منه  بحيث يوضحان له  مدى مناسبة اختياراته لسوق العمل الحديثة، مع بيان مميزات وعيوب كل كلية من الكليات التي اختارها حتى يصل الطالب الى اقتناع تام بالكلية التي انتهى النقاش  اليها، وقد يقنع الطالب والديه باختيار كلية معينة في ضوء تقديمه الأدلة والشواهد والبراهين والأمثلة التي تكفل له النجاح والتقوق فيها والالتحاق فيما بعد بفرصة عمل مناسبة .

وأكد أستاذ علم النفس التربوي انه قد ينتج عن فرض الوالدين رأيهما على الابن بضرورة الالتحاق بكلية معينة  العديد من السلبيات منها :

•عدم ملاءمة تلك الكلية لقدرات الطالب الذي يعتبر هو أعلم الناس بقدراته ، وخاصة انه في ظل النظام الحالي للامتحانات في الثانوية العامة قد يحصل بعض الطلاب على مجاميع مرتفعة لا تعبر بشكل  حقيقي عن مستواهم الفعلي في ضوء عوامل مثل الغش، والتخمين وبالتالي قد يطمح بعض الاباء في ضوء هذا المجموع الي الحاق ابنهم بكليات مميزة مثل الطب أو الهندسة ثم يُفاجئون بعدم قدرة اولادهم على النجاح في تلك الكليات مثلما حدث في بعض كليات الطب مثل طب أسيوط هذا العام .

•انصياع الطالب لضغوط الديه للالتحاق بتلك الكلية بدلا من اقتناعه بها، مما يولد لديه اتجاهات سلبية تجاه الدراسة بها والاستمرار فيها .

•احتمال تعرض الطالب للاصابة ببعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن ضغوط الوالدين مثل الاكتئاب النفسي وفقدان الثقة بالنفس.

•حتى مع استمرار الطالب في الدراسة بالكلية قد يتعرض للرسوب في بعض السنوات أو الحصول على تقديرات ضعيفة.

•حدوث خلافات أسرية طوال سنوات الدراسة بين الطالب ووالديه في ضوء ميل الطالب إلى لوم والديه وتحميلهم مسؤلية اختيار هذه الكلية .
 
•ميل الوالدين الى اختيار الكليات ذات الوجاهة الاجتماعية ( وهي ما يُسمى بالخطأ كليات القمة) بغض النظر عن مدى ميل الطالب إليها .

وحذر الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس انه قد ينتج ايضا عن انفراد الطالب  باختيار كلية معينة العديد من الاشكاليات، منها:

•في ضوء عدم نضج الطالب وعدم امتلاكه  خبرات كافية قد يختار الطالب كلية ليس لها فرص عمل في المستقبل.

•قد يسعى الطالب  إلى الالتحاق بكلية معينة بهدف البقاء مع زملائه من أيام المدرسة في نفس الكلية، حتى لو التحق بكلية تقبل بمجموع  أقل كثيرا من مجموعه.

• قد يميل الطالب إلى اختيار كلية بإعتبارها الأقرب إلى محل سكنه حتى لو لم نكفل له فرص عمل جيدة في المستقبل .

•وقد تكون رغبة الطالب في الالتحاق بأحد كليات ما يسمى  القمة بحكم محموعه المرتفع رغم علمه بأنه حصل على هذا المجموع نتيجة للغش .

 

 

تبني خطة البدائل الذكية عند اختيار الأبناء للكلية .. هى الحل


قال الدكتور علاء رجب استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية انه بالنسبة للثانوية العامة يوجد لدى الآباء والأمهات هاجس يسمى وهم كليات القمة ويتلخص فى 3 كليات هى الطب والهندسة والصيدلة وما شابه ذلك ، فهم يروا ان هذه الكليات هى التي سينجح فيها ابنهم بغض النظر عن ميوله فحتى ان كان متفوقا فربما ليس لديه ميولا علمية وله ميولا أدبية او فنية او اشياء اخرى وبالتالي يحدث صراع عاطفي بين الآباء والأمهات من جانب والأبناء الذين تربوا على الديكتاتورية وتنفيذ كلاب الأب أو الأم بداخلهم رغبة صامتة تظهر مع الخلافات ومع الضغوط النفسية لدى الشاب او الفتاة فى تلقي نوع من التعليم الذي لا يرغبون فيه لكنه فقط على رغبة الأب أو الأم وهنا يلعب الآباء دور البطولة بينما الشاب او الفتاة يكونوا كومبارس فى حياتهم انفسهم.


وأكد الدكتور علاء رجب أنه يجب ان تكون هناك مسافة فى تفكير الآباء بين ماذا يريد الأبناء وماذا نريد لهم، فما يحدث من تأثير على اختياراتهم يؤثر نفسيا على الابناء ويلغي شخصياتهم ويسبب لهم التوتر والضغوط النفسية، فقد يتعلم الشاب شيء ويتفوق فيه لكنه على غير رغبته وسرعان ما تزداد الخلافات بين الاباء والابناء فيأتي دور المناظرة ويقول الابن او البنت "أنا دخلت الكلية دى علشان دى امنيتك".فى حين انه  ليس على الأبناء ضرورة لتنفيذ أحلام ابائهم والا سيكونوا "كوبي بيست" أى نسخا منهم ولن يكون لدينا اختلاف او تميز او ابتكار ولا شخصية


وتابع الدكتور علاء رجب: لابد للاباء معرفة رغبات ابناءهم وميولهم وقدراتهم وبدء التحاور معهم فى البدائل الذكية وبالتالي يستطيعون الوصول الى اهداف ذات مغزى وقوى وهدف تعليمي رفيع المستوى باستخدام خطة البدائل الذكية والتى تتلخص فى اختيار مجموعة من الكليات فيها "ميكس" أي كليات مطلوبة بالشكل العملي و يذهبون بالأبناء الى الاماكن التي تحتاج الوظائف والتعرف بشكل عملي واكتشاف جوانب اخرى من شخصيات الابناء ويتركوهم هم بعدها يقومون بالاختيار بأنفسهم. على اعتبار ان الاختيار مسئولية عقلية ووجدانية وبالتالي يمتلك النجاح فى اختياره واذا فشل سيتحمل نتيجة فشله.

وأشار استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الى مفهوم هام وهو الرغبة الصامتة ، فما يحدث فى بعض الكليات من تحويل الكثير من الطلاب الملتحقين بها الى كليات اخرى بعد السنة الاولى او الثانية او حتى الثالثة هو خير مثال فالرغبة الصامتة قد تكون الرغبة الاساسية ولكن قد يحققها الطالب بعد عدة سنوات من التحاقه بكلية من اختيار الاب او الام.


ونصح الدكتور علاء رجب ، الاباء والامهات بضرورة عدم الضغط النفسي على الابناء وعدم ايهامهم بان اختياراتهم خطأ واختيار الأسرة هو الصح.

أيضا الابتعاد عن الكلام المكرر المعتاد مثل "انا شايف اللى انت مش شايفه" فمثل هذه الكلمات تجعل الابناء ينفرون من الاباء.

ولكن اذا كان لدى الاباء وجهة نظر معينة فى كلية ما فعليهم ان يشرحوا ابعاد ذلك ، فمثلا اذا كان الاصرار على الالتحاق بكلية الاعلام فهنا يتم التوضيح لهم انه بالامكان دراسة كورس فى عدة اشهر تصبح بعدها اعلامي، وليس لابد ان تلتحق بكلية الفنون الجميلة فيمكنك الحصول على دورة تدريبية لتصبح رساما،ولكن من الصعب ان تحصل على دورة تدريبية لتدرس الهندسة او الصيدلة ، وبالتالي لابد ان تلعب الموهبة دورها فى الاختيارات ، فالدراية تكون لمجال لا يمكن تعويضه بالدورات او الكورسات. وهنا تبرز اهمية لغة الحوار التى قد تجعل الانسان يغير رأيه او يعدل اختياره.


وأكد الدكتور علاء رجب استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية ان الاختيار مسئولية لابد ان يشارك فيها الشاب او الفتاة فالمسئولية هى التى ستجعل اختياره صحيح الى حد كبير.

كما أكد على ضرورة ابتعاد الاهل عن التوبيخ او التانيب حتى اذا فشل الابن فى مادة او اثنتين، ولابد ان يكون هناك دعم لاختياراته، والحوار هو الذي سيلعب دورا كبيرا سواء فى حالات الخذلان او الفشل و النجاح يتوقف على الدعم بشكل او باخر.

 

اختيار الكلية يكون وفق قدرات الطلاب واحتياجات سوق العمل

قال الدكتور رأفت رضوان استشارى الإرشاد النفسي و العلاقات الأسرية ان النظرة الضيقة لمعظم أولياء الأمور تجاه كليات القمة وكليات القاع تغيرت خلال الفترة الأخيرة.


وتابع: مشكلات كثيرة تنتج عن دخول الابناء لكليات معينة وفق رغبات الاباء ودون رغبتهم الشخصية والنتيجة تكون خروج الابناء من هذه الكليات ودراسة علوم اخرى يرغب فى دراستها، فالكارثة التى يقع فيها الاباء هى اختيار كليات معينة لابنائهم حتى يكونوا نسخا منهم، لذا على  كل ولي أمر ادراك ان "لا انت ابنك ولا ابنك انت" فقد كانت لك فرصا غير ابنك كما انك نشأت فى ظروف تختلف عن الظروف التى نشأ فيها ابنك.

ونصح الدكتور رأفت رضوان بأن ننظر لأولادنا من هم ومن نحن وان يدرك أولياء الأمورانهم ليسوا هم.

كذلك لابد من مراعاة احتياجات الابناء حتى نبحث على الاشباعات التى تلبي احتياجاتهم وليس احتياجاتي انا، فاحتياجات الطرفين مختلفة.


كما نصح بضرورة معرفة امكانات الابناء وقدراتهم وهل تؤهلهم للكلية التي أريدهم الالتحاق ام لا.

ومن الضروري ايضا معرفة ما يحبه الابناء وما يكرهونه وفق ميولهم فقد تكون الكلية التي اخترتها لهم لا تشبع ميولهم، فالكلية التي تشبع احتياجاتهم ورغباتهم سوف يبدعون فيها أفضل من دخولهم كليات قمة ويفشلوا ويصبحوا في القاع.أو على الأقل لن يبدعوا فيها.


وأكد استشاري الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية انه لا يوجد الان كليات قمة وكليات قاع وانما يوجد طالب قمة وطالب قاع فعندما يدخل الابن الكلية التي تتناسب مع قدراته سينجح ويبدع فيها اما اذا دخل كلية اخرى على غير رغبته فسوف يفشل فيها ويعتقد انه فاشل فى حين انه ليس كذلك وقد يكون عبقريا ولكن فى مكان اخر.

كما أكد الدكتور رأفت رضوان استشاري الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية ان سوق العمل قد تغير واصبح المطلوب هو التسويق والدعاية والكمبيوتر واللغة وانتهت فكرة الطب والهندسة وغيرها فكافة الجامعات الحكومية والخاصة تقدم لسوق العمل الكثير من الاطباء سنويا، لذا لابد من البحث عن احتياجات سوق العمل وضمان وظيفة بدلا من الخروج من كلية على غير رغبته يخرج منها فاشلا ولا يجد وظيفة ويضطر لتغيير مساره العلمي و المهني وبالتالي ضياع الكثير من الوقت، لذا على أولياء الأمور البحث عما يتناسب مع ميول ورغبات وقدرات ابنائهم.

ولفت الدكتور رأفت رضوان الى ان البداية لابد ان تكون من الثانوية العامة نفسها وبدء التخصص علمي او ادبي فلابد من اختيار التخصص المناسب لقدرات الطالب فهو ليس كمبيوتر او آلة وانما كائن له مشاعر واحاسيس وميول ورغبات واحتياجات ولابد من مراعاتها، بعدها لابد من ادراك ان الذي سيحصل على مجموع كبير هو ابني والذي سيحصل على مجموع صغير ابني ولابد ان ادعمه نفسيا فى الكلية "القليلة" ليصل فيه للقمة بدلا من دخول كلية قمة يصبح فيها في القاع.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق