د.هالة منصور.. أستاذ علم الاجتماع
"حقك عليا متزعلشي ماقدرش والنبي ماقدرش حقك عليا متزعلشي".. جملة بسيطة قوي تنهي الخصام. كلمة بسيطة تقرب الأحبة وتفتح القلوب وتصفي النفوس وتعيد العلاقات والمعاملات الطيبة بين الناس. كلمة خفيفة علي اللسان ممكن تحل مشاكل كثيرة وتبدل الحال غير الحال. كلمة سهلة بس مايقدرش يقولها وهو بيعنيها الا القوي الواثق في نفسة المتصالح مع ذاته. القادر علي كبت انفعالاته السلبية والتخلص منها بالقدر الملائم في الوقت المناسب. كلمة الاعتذار التي تعكس الاحساس بالرغبة في ارضاء الاخر عندما نتجاوز في حقة او لا نستطيع أن نكون علي قدر توقعاته او عشمه او لا نستطيع أن نلبي احتياجاته في بعض الأحيان سواء لعدم فهم او عدم رغبة وهنا فعلا الاعتذار يستطيع أن يمحو آثار الخطأ ويعيد مياه المحبة الي مجاريها بس بشرط يكون من القلب ويسبقه الاعتراف بالخطأ مهما كان بسيطاً.
وقد يكون الخطأ ليس خطأ من وجهة نظرنا لانه غير مقصود في بعض الاحيان و قد يكون عدم قدرة علي تلبية توقعات وعشم الطرف الآخر وهنا ميزان المحبة والحفاظ علي المودة يجبرنا علي الاعتذار وإظهار المحبة والتعبير بحنية وتعاطف وود علي قدر توقعات الطرف الآخر وهنا احب أن أؤكد أن ساعات المعاندة والمكابرة والإصرار علي اننا لم نخطئ تصل بنا الي حالة من الألم النفسي والتباعد الاجتماعي التي تعمق المشاعر السلبية وتجعل الايام صعبة وشاقة لتطول بنا ساعات الشقاء والالم دون مبرر حقيقي.
ادفعوا بعضكم في طريق الرضا والمحبة وتنازلوا عن بعض الأشياء كي تنالوا اشياء افضل وتأكدوا أن معالجة الأنفس دائما تعتمد علي المحبة والرضا والرغبة في السعادة المشتركة والحنية وقت الاحتياج وتلمس الاعذار والظن الحسن بالاحباب ولكن بتوازن دون إسراف لا في الخطأ ولا في الاعتذار. سامحوا وتسامحوا دون أن تجوروا علي مشاعركم او مشاعر الآخرين. دربوا أنفسكم علي ثقافة الاعتذار لأنفسكم اولا عندما تضعوها في وضع غير لائق او لا تقدروا احتياجاتها او تسمحوا للآخرين بأن يمارسوا عليها أي شكل من أشكال الاستغلال او القهر. اخلصوا لها ودللوها كما تخلصون للأحبة وتدللوهم. وتذكروا دائما أن الاعتذار عن الخطأ يبدأ بالاعتراف به مرورا بالاصرار علي عدم العودة والتكرار مرة اخري وصولا لمحاولة التعويض والمراضاة والاعتذار من القلب وحينها سنشعر جميعا بالرضا ونسير معا في طريق السعادة.
اترك تعليق