شراء السلع المدعومة من السوق السوداء تعاون علي الإثم والعدوان
يستحبّ التَّعرُّض لماء المطر للحصول علي البركة
قيام النساء بدفن المرأة المسلمة .. جائز شرعا
يستحب تحنيك المولود عند ولادته بتمر أو عسل .. بشرط

وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، فأجاب بالآتي:

ما مدي مشروعية كتابة القرآن الكريم بطريقة برايل بالنقوش البارزة؟
- لا مانع شرعًا من كتابة القرآن الكريم بطريقة برايل بالنقوش البارزة» للحاجة إلي ذلك» بحيث إن الماسَّ لهذه النقوش يستدل بها علي الحروف التي تقابلها بشكلها» وهو ما يُعرف بـ"الفوناتيك" (PHONETIC TRANSCRIPTION)» أي: الرسّم الصّوتي للآيات القرآنيّة» بمعني أن تُكتب الآية أو السّورة بالنقوش البارزة. وتُنطق باللغة العربيّة بألفاظ القرآن بالضبط.

فقد ورد أن الفرس كتبوا لسلمان الفارسي رضي الله عنه بأن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية. فكانوا يقرأون ما كتب حتي لانت ألسنتهم.. وقد أفتي خاتمة المحققين الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمه الله تعالي بجواز كتابة القرآن الكريم بغير العربية للعاجز عنها بشرط ألا يختلّ اللفظ ولا المعني.

ما حكم شراء السلع المدعومة من السوق السوداء؟ وهل من يشتري منهم يكون معاونًا ومشاركًا في الإثم؟
- السلع المدعومة أو السلع التموينية: هي سلع استهلاكية أساسية تتطلبها الحاجة المعيشية للأسر والأفراد في المجتمع -كالغذاء ومواد التنظيف ونحو ذلك- وتقدمها الدولة وتلتزم بتوفيرها وبيعها بثمن مُخفَّض للمواطنين المحتاجين حتي لو ارتفعت أسعار التكلفة. وتتحمل الدولة أعباء ذلك من أجل معونة قطاع كبير من المجتمع يعاني من ضيق الحال وقلة موارد الرزق.

والحصول علي هذه السلع المدعمة بغير استحقاق، أو الاستيلاء عليها بطريقة غير مشروعة، أو الحيلولة بين وصول هذه السلع وبين مستحقيها حرامى شرعًا وكبيرة من كبائر الإثم، لأن ذلك إضرار واعتداءى علي أموال المستحقين، وعلي المال العام، وأكل لأموال الناس بالباطل، ويزيد في قبح هذا الذنب كون المال المُعتَدَي عليه مالًا للفقراء والمحتاجين.. وبيع السلع المدعمة في السوق السوداء معصية كبيرة من جهة أخري، وهي جهة مخالفة وليّ الأمر الذي جعل الله تعالي طاعتَه في غير المعصية مقارِنةً لطاعته تعالي وطاعة رسوله صلي الله عليه وآله وسلم.

أما مَن يقوم بشراء هذه السلع المدعمة من هؤلاء المستولين عليها بغير وجه حق وهو يعلم أنها سلع مدعمة تم الاستيلاء عليها فهو بهذا الفعل يعاونهم فيما يفعلونه. وقد نهي الله سبحانه وتعالي عن التعاون علي الإثم والعدوان.. قال سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.

وعند عدم معاونة أهل الإثم والعدوان، ومراعاة تقوي الله سبحانه وتعالي "فإن الله عز وجل ييسّر للإنسان أسباب رزقه الحلال، ويرزقه من حيث لا يحتسب" قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. ومَنپترك شيئا لله جل شأنه عوضه الله خيرًا منه، وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: سإِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرى لَكَ مِنْهُ".

سمعت أنّ التعرّض لماء المطر سنة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم.. فهل هذا صحيح؟ وما الحكمة من ذلك؟
- يستحبّ التَّعرُّض للمطر، بأن يقف الإنسان تحت المطر ويَحسر عن شيء من ملابسه ليصيبه المطر رجاء البركة.. لما ثبت عن أَنَسي رضي الله عنه أنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ثوبه، حتي أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: "لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدي بِرَبِّهِ تعالي".

ومعني حسر: كشف، أي كشف بعض بدنه، ومعني: "حَدِيثُ عَهْدي بِرَبِّهِ"، أي: بتكوين ربه إيَّاه، ومعناه أنَّ المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالي لها فيتبرك بها، وفي هذا الحديث دليل أنَّه يُستحبُّ عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر.

ما حكم قيام جماعة من النساء بدفن المرأة المسلمة؟
- لا مانع شرعًا من قيام النساء بدفن المرأة المسلمة عند عدم وجود رجال يقومون بأمر الدفن، بل قد قدَّم بعض الفقهاء من السادة المالكية والحنابلة توليپالمرأة دفن المرأة علي الرجال الأجانب من غير محارم المرأة أو زوجها.

سائل يسأل عن حكم تحنيك المولود، وهل هو واجب؟
- تحنيك المولود هو مضغ شئ حلو، كالتمر أو عسل النحل ونحوه أولا ثم وضعه فى فم المولود وتدليكه به.. ويستحب تحنيك المولود عن ولادته بتمر أو عسل أو شئ حلو حتى يكون أول شئ يدخل إلى جوفه، وهو سنة مأثورة عن النبى صلى الله عليه وأله وسلم، شريطة كون القائم بذلك من ذوى الخبرة فى ذلك لعدم إيذاء المولود.