رمضان هل هلالك يا رمضان ..شهر الفرحة ولمة الأسرة علي الإفطار والسحور في مواعيد يومية لا تتغير ..شهر له جماله وطقوسه وعاداته.. ليلة الرؤية.. أول سحور.. فانوس رمضان.. تقاليد لا تجدها إلا في مصر.. فرمضان في مصر حاجة تانية.. والسر في التفاصيل.. رمضان في مصر.. غير الدنيا.. "الجمهورية اونلاين " طوال الشهر الكريم تستدعي معك ملامح رمضان زمان بذكرياته الجميلة المحفورة في الوجدان لنعيش معا رمضان زمان وحلاوة أيامه ولياليه.
الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس ورئيس عيادات اضطرابات الأكل النفسية بمستشفيات طب عين شمس واستشاري متخصص لاضطرابات الأكل النفسية في أمريكا. تتذكر معنا أجمل ذكرياتها مع الشهر الفضيل قائلة:
بالنسبة لرمضان في الماضي أتذكر جيداًً ان من أول رمضان كنا نشعر بالفرحة لأن كل يوم جو جميل جداًً لأن والدي كان طبيباً مجتهداً في عمله وكان يعمل صباحاً ومساءً بالعيادة إلا في شهر رمضان كان فترة واحدة فقط صباحية إلي وقت الإفطار وكنا نستمتع بالوقت الذي كانت تقضيه الأسرة الصغيرة معاً واتذكر بعد الإفطار ومشاهدة الفوازير الأبيض والأسود كانت تبدأ السهرة الأسرية فيبدأ والدي ووالدتي بسرد ذكريات قديمة منها ما هو مضحك أو خبرات حياتية واتذكر جيداً ان والدي كان صادقاً لأنه لا يتعمد ان يكون مثالي ولكن يحكي التفاصيل وبصدق ينتقد نفسه حتي نتعلم كيف ننتقد أنفسنا دون ان يتملكنا شعور بالذنب.
بعد سنوات في المرحلة الثانوية أصبحنا نشارك بالأمسية الرمضانية العيساوية ونستعرض تجاربنا ما هو إيجابي وكذلك ما هو سلبي وكان والدي ووالدتي يستمعوا كثيراً جداً.
أتذكر كمان ان كل واحد من الأسرة هو الذي يختار ما يريد أن يأكله اليوم التالي فالأسرة كلها تأكل ما اختاره أخي مثلاً ثم يأتي الدور علي في اليوم التالي وهكذا.
بعد سنوات وسنوات أدركت ان أسرتي كانت مهتمة بغرس قيمة الاحترام في الأطفال والشباب والتواصل وتقبل الأخطاء فحقا كانت طريقة غير مباشرة لايصال الحب غير المشروط للأسرة كل ده في رمضان.
كل يوم جمعة في رمضان كان بالنسبة لنا عيد لاننا نتقابل مع الأقارب ونلعب مع الأطفال كان يريد أن يؤكد لنا ان الأيام دي غير الماضي بمشاهدة البرامج الغريبة مثل المقالب المدبرة والضحك علي الشخص أصبح أهم شيء تحرص عليه الأسر وأنا ما زلت أرفض تماماً مشاهدة هذه البرامج مع حفيدي أو أسرتي وكذلك العزومات والمبالغة في تقديم الأطباق الكثيرة والمكلفة أصبحت عبئاً علي الأسرة ولكننا نحرص علي تقديم طبق أساسي مع السلاطة ونوع من المعجنات البسيطة لأن ارهاق ست البيت ورجل البيت لمصروفات كثيرة ينقص من فرحتنا برمضان ما آراه الآن أن الأسر تهتم بالمظهر لا الجوهر فأساس شهر رمضان شعورنا بالآخر وتقربنا إلي الله.
اترك تعليق