نسمع بين الحين والاخر عن ضبط منتجات مصنعة من لحوم الكلاب والحمير او بيعها طازجة فى المجازر حيث يلجأ بعض الاشخاص لاستغلال حاجة الناس 

وفى هذا السياق ارسل احدهم يقول سمعنا من يبيح للناس أكل لحم الكلاب والحمير فهل ذلك صحيح  _وعلى هذا اجاب الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر قال فيه 

  جاءت الأحكام في الشريعة الإسلامية خاصة ما يتصل بما يحل أكله و ما لا  يحل جاءت مفصلة تفصيلا شافيا لا يحل لأي شخص مهما بلغ من العلم شأوا أن يضيف إليها شيئا او يخرج عما أحل الله أوحرم  الله وإن فعل ذلك فينطبق عليه قول الله عز وجل :(وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾  النحل (116).

واشار الى إن في الحلال الذي أحله الله ما يغني عن تناول ما حرم لأن دائرة الحلال واسعة جدا ودائرة الحرام ضيقة لا يضر الإنسان ابتعاده عنها وصاغ فقهاؤنا الأجلاء قاعدة فقهية تعبر عن هذا المعنى فقالوا :(الأصل في الأشياء الإباحة مالم يرد ما يدل على التحريم )٠

وبين ان القرآن جاء أيضا بذلك فجعل الأصل في الأطعمة الحل والتحريم على سبيل الاستثناء قال عز وجل "قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ"

حكم اكل لحم الكلاب
 
وواوضح ان اهل العلم قاطبة قد أجمعوا أهل من لدن تنزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على حرمة أكل لحم الكلب ،وكان مستند الإجماع ما يلي :

_قياس حرمة أكل لحم الكلب على حرمة أكل لحم الخنزير بجامع الرجس في كل ٠

_ أجمع أهل العلم على حرمة بيع الكلب وأن الثمن المتحصل من بيعه كسب حرام وخبيث روت كتب السنة أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم قال :(ثمن الكلب خبيث ،ومهر البغي خبيث ٠٠٠٠٠٠)٠

ومن غير المعقول ان يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم بيع الكلب من البيوع المحرمة بل والباطلة ثم يحل أكل لحمه ؟ إن هذا لعمري في القياس غريب وعجيب ٠

ووبين ان ما استدل به من أجاز اكل لحوم الكلاب بأن المالكية حكموا بطهارة الكلب فهذا استدلال موغل في الفساد وما قال به أحد البتة ممن يرقبون في الفتوى إلا وذمة حيث لا تلازمية بين الأمرين ولا علاقة لأحدهما بالآخر أي لا يلزم من القول عند البعض يطهارته جواز أكله وإلا فكثير من الأشياء طاهرة ورغم ذلك محرمة فالهر طاهر بالإجماع ولم يقل أحد بجواز أكله٠

وتابع هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليس الكل على القول بطهارة الكلب حتى المالكية أنفسهم مختلفون على القول بطهارته ،والمذهب عندهم نجاسة الكلب فلماذا نترك ما عليه المذهب ونتشبث برواية مرجوحة عندهم ؟ إن هذا لشيء عجيب وغريب ٠

حرمة اكل الحمير 

ووفى ذات السياق قال د.لاشين مثل ما قيل في حرمة أكل لحم الكلاب يقال في حرمة أكل لحم الحمير ،ودل على التحريم ما يلي :٠

_ روى الشيخان في صحيحيهما ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية ) وفي رواية قال :(إنها رجس )٠

_ روى الشيخان أي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" أَلَا إنَّ اللَّهَ وَرَسوله يَنْهَيَانِكُمْ عَنْهَا، فإنَّهَا رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَأُكْفِئَتِ القُدُورُ بما فِيهَا، وإنَّهَا لَتَفُورُ بما فِيهَا "

وبين ان المقصود بالحمر الأهلية اي التي يستعملها الناس في ركوبهم ،وحمل أمتعتهم أي الإنسية بخلاف الحمر الوحشية أي غير المستأنسة فإن أكل لحمها حلال ٠