يعتقد العامة من الناس انه بالضرورة ان يدخل الفقير الجنة قبل الغنى فى الاخرة وان الفقر قد يجلس صاحبه فى مرنبة اعلى من الاغنياء فى درجات الجنة فما صحة تلك الافكار والاعتقدات
اكد اهل العلم ان التقوى والعمل الصالح هما الاساس الذى يُبنى عليه التفاضل فى الاخرة دون النظر الى حال الشخص فى الدنيا سواء كان غنياً اوفقيراً فلو تساوى الفقير والغنى من حيث ذلك المعيار فهما فى درجة واحدة فى الجنة
وارتكنوا فى فتواهم على قول الحق تبارك وتعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" الحجرات/13.
واشاروا الى ان الفقراء متقدمون في دخول الجنة لخفة الحساب عليهم، والأغنياء مؤخرون لأجل الحساب فإذا حوسب أحدهم، فإن كانت حسناته أعظم من حسنات الفقير، كانت درجته اعلى في الجنة
وبينوا ان من العلماء من فضل الفقير الصابر على الغني الشاكر، ومنهم من عكس .
استلال خاطئ عن دخول الفقراء الجنة اولاً
وفى ذات السياق قالنت دار الافتاء ان تسابق الفقراء والأغنياء على السواء إلى عبادة الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب ونَيل رضوان الله، وقد يسبق الغني إلى الجنة، وقد يسبق الفقير إلى الجنة، وقد يسبقان جميعًا، وفضل الله واسع.
والاستدلال على أنَّ الفقر أفضل من الغنى بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ نِصْفِ يَوْمٍ»؛ فهو استدلال غير صحيح؛ إذ المراد به أنَّ أهل المال يحبسون يوم القيامة حتَّى يُسألوا عن مالهم من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه؟ ففارقهم الفقراء في ذلك، ولا يدلُّ على أنَّ الفقر ممدوحٌ لذاته.
اترك تعليق