تعتبر قضية الوعي من أهم القضايا التي تواجه المجتمع خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا التي جعلت الجميع بإمكانه أن يكون مصدراً للاخبار ويستطيع بسهولة بث خبر مغلوط أو معلومة غير صحيحة في ظل مجتمع يعاني من الأمية وأيضا من غياب قانون حرية تداول المعلومات مما يجعل الشائعة تنمو علي طريقة كرة الثلج إذا لم تجد رداً سريعاً أو تصويباً صريحاً.
مواجهة قضية الوعي تحتاج تعاون كل مؤسسات الدولة من إعلام وثقافة والشباب والرياضة والأزهر والكنيسة والمدرسة والأسرة وتحتاج إبراز القدوة والاهتمام بالنشء والتربية والتعليم حتي لا تجد الشائعة أي وسيلة للانتشار وأن يتم وئدها في المهد.
أكد خبراء الإعلام أن عدم إصدار قانون حرية تداول المعلومات السبب الرئيسي في انتشار المعلومات المغلوطة والشائعات وأنه لابد من توفير المعلومة للإعلاميين والصحفيين للقضاء علي الشائعات خاصة ونحن نمر بمرحلة تستلزم ارتفاع مستوي الوعي لمواجهة كل أشكال الدعاية المضادة.
قالوا أن السوشيال ميديا تقدم معلومات مغلوطة أحيانًا كثيرة من قبل فئة مأجورة كل غرضها خلق نوع من التشتيت والبلبلة بين الناس ولابد أيضًا من نشر الثقافة الرقمية والتربية الإعلامية ووجود صحوة إعلامية لإظهار مجهود الدولة وما يحدث من إنجازات.
قال الدكتور حسن عماد مكاوي العميد الأسبق بكلية إعلام جامعة القاهرة إن السبب الرئيسي في انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة هو عدم إصدار قانون حرية تداول المعلومات وهو من القوانين المكملة للدستور وكان يجب إصداره في عام 2014 بعد وضع الدستور.
أضاف أن هناك علاقة واضحة وكبيرة جدًا بين حجم المعلومات وانتشار الشائعات وطبعًا مع عدم إغفال المعلومات التي تصون متطلبات الأمن القومي ومن أجل تزويد الوعي. وللقضاء علي الشائعات لابد من توفير المعلومة للإعلاميين والصحفيين وإصدار هذا القانون سوف يقضي علي هذه المعلومات المضللة التي تنتشر في المجتمع.
قالت الدكتورة هويدا مصطفي أستاذ إعلام جامعة القاهرة إن قضية تنمية وعي المواطن من القضايا الملحة التي لابد أن تتكاتف جميع مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية للإسهام بدور فعال والعمل علي تنمية هذا الوعي لذلك جاءت دعوة الرئيس لتعبر عن أهمية هذه القضية التي تستهدف بناء الإنسان المصري وتنمية وعيه وإدراكه بما يحيط به من أحداث وقضايا ومتغيرات.
أضافت أن ما نشهده من عمليات تستهدف تزييف الوعي بنشر أخبار مضللة وزائفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي لم توظف بالشكل الصحيح وباتت وسيلة لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة مما يؤثر علي إدراك الجمهور لذلك تعد قضية نشر الوعي قضية مهمة لمواجهة هذا الاستخدام الخاطئ لوسائل كان محدد لها أدوات تتعلق بالتفاعل الاجتماعي ثم حملناها وظائف ليست من خصائصها فاعتبرناها وسائل لنشر المعلومات والبيانات والتسرع في نشر كل ما يقدم من خلالها من أخبار وهي في معظمها غير دقيقة وأحيانًا مضللة.
لفتت د. هويدا إلي أهمية نشر الثقافة الرقمية والتربية الإعلامية التي تستهدف كشف أساليب التزييف والتحقق من دقة المعلومات حتي نستطيع أن نبني وننمي وعي المواطن وتصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة بنشر الحقائق والتحليل والتفسير في ضوء بيانات موثقة من مصادرها الأصلية وربط المواطن بقضايا مجتمعية لتنمية روح الانتماء والارتباط بقضايا المجتمع والتأكيد علي قيم التعاون والمشاركة.
قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إننا نمر بمرحلة تحول سياسي كبير وهذه المرحلة تستلزم ارتفاع مستوي الوعي والنضج بكل متطلبات مرحلة التحول والوعي لمواجهة كل أشكال الدعاية المضادة ومواجهة كل التحديات التي تتطلبها مرحلة التحول في البناء والتعمير في كل مكان.
أضاف أن الائتمالات الإقناعية التي تمثل الدولة والشواهد علي مرحلة التحول تستلزم أدوارًا مهمة أساسية من أساليب الإعلام والإقناع لزيادة الوعي والاستنارة بضروريات ومتطلبات مرحلة التحول.
قال الدكتور فوزي عبدالغني أستاذ الإعلام إننا أصبحنا أمام أداة اسمها السوشيال ميديا تقدم معلومات مغلوطة في أحيان كثيرة ومتسرعة أكثر وأصبحت كأنها دولة داخل دولة يقدم فيها الأفراد معلومات مغلوطة وكأنها حقيقية وهي معلومات تحتاج في كثير من الأحيان إلي إعادة تصحيح وشرح وتفسير وتوضيح كامل للمعلومات فلا يكون الوعي مفقود.
نصح د. عبدالغني من يكتبون في مجال السوشيال ميديا أن يتريثوا ولا يتسرعون في تقديم معلومة منقوصةمن ناحية ومزيفة وغير حقيقية من ناحية أخري لأننا نحتاج كما قال الرئيس السيسي إلي التدقيق والفهم وزيادة الوعي حتي يصبح وعيًا غير منقوص.
كما طالب الإعلاميين بالشرح والتوضيح والتفسير وعرض الخرائط الموضحة لذلك وزيادة نسبة الوعي لدي الناس حتي نعلن أن شعارنا هو الصدق الدائم بعيدًا عن المعلومات المضللة.
قال الدكتور علاء نصير أستاذ إعلام جامعة الأزهر إن الوعي المفقود في الوقت الراهن له أسباب اجتماعية وقلة الثقافة والتعليم والظروف المالية وأحيانًا نجد أن الطبقات العليا ليس لديهم معلومات صحيحة والشباب وربات البيوت يقعون في تصديق الأخبار المدسوسة والتي تهدف إلي الهدم.
أضاف انه لابد أن تعمل كل الوزارات في نقل كل ما يحدث من إنجازات في مصر من خلال العلاقات العامة والإعلام بكل وزارة لابد أن تعمل هذه الإدارات وأن يقوم كل وزير بجولات ميدانية ويشرح كل ما يحدث علي أرض الواقع للناس وبذلك سوف يشاهد المواطن بنفسه بالصوت والصورة الواقع بعيدًا عن القنوات المغرضة والتي تهدف إلي الهدم وليس البناء فضلاً عن حروب الجيل الرابع والخامس.
أوضح أن دور مكاتب الإعلام في الوزارات في غاية الأهمية وعلي كل الوزراء الاهتمام بهذه المكاتب واصطحابها في الجولات الداخلية والخارجية لاطلاع الشعب علي ما يحدث علي أرض الواقع وإنجازاته وخططه المستقبلية كل ذلك يزيد من وعي المواطنين والشباب والأسر ذات ثقافة محدودة.
طالب د. علاء بتزويد الوعي لدي الشباب ولدي الأسر لكي نجعلهم كتيبة إعلامية تدافع بنفسها عن الوطن وعن مجهود رئيس الدولة والحكومة ولابد من وجود صحوة إعلامية لإظهار مجهود الدولة وما يحدث من إنجازات.
قال الدكتور أشرف جودة السعيد إستشاري العلوم السلوكية والعلاقات الأسرية إنه تقتحم حياتنا في السنوات الأخيرة ظاهرة سلبية بكل المقاييس وللأسف الكثير منا ينجرفون في أعماقها وكأنهم المجاديف التي تساعد وتدعم وصول وانتشار هذه الظاهرة السلبية ألا وهي الشائعات والكلام المغلوط والأكاذيب خاصة علي وسائل التواصل الاجتماعي ونجد منا الكثيرين للأسف ينشرونها الفترة الأخيرة وجدنا ليس فقط شائعات يمكن أن ينخدع بها الإنسان ولكنها خيالات لا يقبلها عقل.
تساءل د. السعيد أين وعينا؟ أين عقولنا؟ والعقل وظيفته التفكير قبل الفعل فالعقل نعمة أنعم الله علينا وفضلنا به علي جميع المخلوقات فلقد قال الله تعالي "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" وقال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم "دع ما يريبك إلي ما لا يريبك".
أضاف أنه كان آخر هذه الخيالات أن وجدنا منشور علي الفيس بوك يتحدث أن تمثال أبوالهول اغمض عينيه و من قام بنشر هذا المنشور جاء بصورة مفبركة وما أكثر الحيل الإليكترونية التي تظهر أكثر من ذلك كل هذه الخيالات تستحق أن نفكر فيها؟ لذلك أتمني ألا نتعجل في أفعالنا وأقوالنا إلا بعد عرضها علي عقولنا حتي يزداد وعينا وادراكنا.
قال الدكتور فتحي عبدالرحمن حجازي استاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر المفروض ان نبين الحقائق للناس بصورة واضحة للمواطنين باللغة التي يفهمونها بمعني أن مخاطبة المثقف غير مخاطبة الأمي غير مخاطبة الشباب من أجل فضح أصحاب الاجندات الخارجية والكذابين الذي يسعون في الأرض فسادا والذين في نفوسهم حقد.
أضاف أن علي المصريين الذين يرغبون في معرفة المعلومة الصحيحة بعيداً عن التشويش والاغراض الخبيثة عليهم سؤال أهل العلم والثقة وأهل الذكر وليس سؤال من لهم اتجاه منحرف أو غرض ما أو أهل الخبائث.
إقرأ أيضاً
أساتذة الاجتماع وعلم النفس: الأجندات الخارجية خطر علي المجتمع
حشد الأدلة الشرعية والبراهين.. السبيل للتذكرة بالوعي المفقود
محو الأمية الرقمية للمساهمة في مكافحة المعلومات المضللة والتنمر وخطاب الكراهية
قيادات وأعضاء البرلمان : الشعب استعاد وعيه .. وكشف مثيري الفتن والشائعات
"خطة المواطن" تعكس حرص الدولة علي مشاركة الجميع في جهود التنمية
نثمن دعوة الرئيس لتطوير الوعي وتصحيح الأفكار المغلوطة
https://www.gomhuriaonline.com/Gomhuria/1051894.html |
اترك تعليق