هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

حشد الأدلة الشرعية والبراهين.. السبيل للتذكرة بالوعي المفقود

علماء الدين: الصفحات العنكبوتية في ظاهرها النصيحة.. وباطنها الخراب والفوضي

 صد الغارات المتتالية من الغرب لتأمين أبنائنا بأخلاق الإسلام الصحيحة  

افتراءات السوشيال ميديا تكدر السلم العام وتعرض سمعة ومكانة البلاد للأضرار

منذ أن اقتحم الإنترنت حياتنا اليومية بمواقعه المختلفة من إخبارية ومواقع تواصل وغيرها حتي استغلها بعض المغرضين من أعداء الدين والوطن وعملوا علي استقطاب الشباب وصغار السن لتشويه أفكارهم والأخذ بيدهم نحو التطرف بكافة أشكاله الديني والسلوكي والأخلاقي للإيقاع بالوطن ونشر الفوضي والخراب.


كشفت العديد من مؤسسات الدولة المعنية عن وجود حالة من ممارسات الاستقطاب المنحرف فكرياً لصغار السن والشباب في مراحل التعليم قبل الجامعي والجامعي عبر صفحات تأخذ شكل الدعوة والنصيحة وفي باطنها تحمل سموم التكفير والتشدد والتحريض علي تخريب الأوطان.

السؤال هنا: كيف يمكن استعادة الوعي المفقود والالتزام بمبادئ الدين الإسلامي التي تعد صمام الأمان في الحفاظ علي المجتمع من الانهيار؟

يقود د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن السبيل للتذكرة بالوعي المفقود بحشد الأدلة الشرعية والبراهين علي وجوب التثبت وعدم الانقياد أو الترويج لكل ما يقال. قال الله عز وجل: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". وقال سبحانه وتعالي: "وقولوا للناس حسني" وفي آية أخري يقول جل شأنه "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار".

وقال النبي صلي الله عليه وسلم "أمسك عليك هذا". وأشار إلي لسانه قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال: "هل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" وفي هذا المضمار والسياق تحذير نبوي شديد حيث يقول صلي الله عليه وسلم "كفي بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع".

أضاف د.كريمة أنه يجب أن يكون هناك استنفار تعليمي ودعوي للمسلمين ورعوي للمسيحيين وإعلامي بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية لتذكير الناس دائماً بأمور دينهم وثوابته فهذا من باب التدابير الاحترازية والوقائية.. هذا إلي جانب التدابير الزجرية الرادعة بحق المرجفين بالباطل ودعاة القتلة ومروجي الشائعات والكذب والبهتان وملاحقتهم قضائياً حتي يكونوا علي رؤوس الأشهاد من باب "فاعتبروا يا أولي الأبصار".

شقة واحدة

د.حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر يري أنه نتيجة لتطوير وسائل التواصل الاجتماعي أصبح العالم لا أقول قرية واحدة ولكن شقة واحدة لا يخفي فيها شيء.. فكل شيء مكشوف وما كنا نقول عليه بالأمس ستر وعيب أصبح الآن مباحا للصغير قبل الكبير.. ومن هنا ضاعت النصائح الأخلاقية التي كان أجدادنا وآباؤنا يربون أبناءهم عليها.. ليس هناك الآن ما يسمي بالعيب وأصبحت البشرية تجاهر بالمعاصي وتنابز الله فيها.. فانتشر في العالم ما يسمي بزواج المثليين وأصبح كل شيء مكشوفا عن طريق الأفلام الإباحية التي لا تداري شيئا ومن هنا أصيب العالم العربي والإسلامي بهذا الداء العضال فلا نصائح من الكنيسة تنفع ولا من المساجد تشفع.. ولكن البلوي الكبري أن وسائل الإعلام في تلك البلاد ساعدت علي إظهار هذه الأشياء داخل البيوت فأصبح العري هو السمة العامة بين الناس وأصبح التلفظ بالألفاظ القبيحة من عاداتهم الأخلاقية.. فضاع توقير الكبير وامتنعت الرحمة عن الصغير.

أضاف: أنه إذا كنا نريد أن نعود إلي الأخلاق الأصيلة وخاصة لأهل الأديان الثلاثة فإن هذه الأديان تجتمع علي الرحمة والمودة والحسني فيجب علينا أن نصد هذه الغارات المتتالية الآتية من الغرب والشرق لتحصين أبنائنا وبناتنا بأخلاق الإسلام الصحيحة.. نحن لا نقول إنها ستدفع دفعا كاملا ولكنه نوع من التحصين ضد الأمراض الأخلاقية التي استشرت وصار هناك التمييز العنصري وما يسمي بالعبودية في شكل آخر.. فلا الرجل يقبل المرأة بكونها أختا له وبدورها أصبحت المرأة متمردة علي الرجل وصار التنابز بينهما شديدا والدليل علي ذلك كثرة وقوع الطلاق.. فالأسرة لبنة المجتمع أصبحت هشة ضعيفة فكيف يقوي البناء؟.

كذلك يؤكد د.طه أنه إذا أردنا أن نحصن أبناءنا ضد هذه الهجمات غير الأخلاقية فيجب أن نعيد النظر في المناهج التعليمية وفي برامج وسائل الإعلام.. ويجب أن يكون هناك ميثاق شرف يمنع وسائل الإعلام في العالم الإسلامي من الانجرار وراء سوء الخلق.. وعلي المسجد والكنيسة أن يقوما بدورهما في ترسيخ مبادئ الرحمة والمودة والحب والتعاون في الخير بين بني البشر وأن يدعوا إلي الأخلاق القويمة التي تأخذ بيد المجتمعات وتحصنها ضد هذه الهجمات البربرية.

 جريمة عظمي 

الشيخ حاتم عبد الخالق من أئمة الأوقاف يؤكد أن ما يبث وينشر في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام من افتراءات أو مبالغات تكدر السلم العام وتعرض سمعة ومكانة البلاد والعباد للأضرار وإضعافها أمام المتربصين بها هي جريمة عظمي قال النبي صلي الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام" وفي رواية "قتات" أي الذي يقطع أطراف الحديث أو الكلام ويجتزئه افتراءً وتدليسا خاصة ما يتصل بالمكونات الرئيسية للدولة كالجيش الباسل والشرطة المدنية والعلماء الراسخين والقضاء العادل قال الله عز وجل "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا".

وكفي بجريمة شائعات واختلاقات أن الله تعالي وصف فاعلها بالفسق قال جل شأنه "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين".. فليحذر أهل الفتن والشائعات من تداعيات هذه الجرائم النكراء وليعلموا مكانة العرض في التشريع الإسلامي سواء العرض الخاص أو العام .. قال صلي الله عليه وسلم "إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام" .. والله يهدي إلي سواء السبيل.

قال الشيخ سعيد محروس من علماء وزارة الأوقاف إن هناك نوعاً من البشر هدام يدعو إلي التشاؤم وإلقاء اللوم علي المجتمع ويشيع ثقافة الإحباط واليأس وهناك نوع متفشي كالخلايا السرطانية ينخر في وعي المجتمعات وهو النوع الانتهازي المستلق المريض الذي يستغل الأحداث لتلميع صورته.

أضاف أن النوع الذي يحتاجه مجتمعنا هو الذي يبني المجتمع الواعي صاحب القضية الحقيقية للشخص الفاعل المتأثر بقضايا المجتمع ونبراس الحق والعدل الذي يسعي جاهداً لبناء مجتمعاً مستنيراً بوعي ورسالة وأمانة مدرك حجم المسئولية التي وقعت علي كاهله. فلقب مثقف أو مبدع هو لقب ذا مسئولية لا تشريف يحمل في رقابته أمانة وعي ومصير وذلك النوع لا يصيبه اليأس بل يستمر في طرح الأفكار والنقد البناء والرفض لأي تجاوزات سياسية أو مجتمعية.

أوضح أنه علي كل المصريين ألا ينساقوا وراء مواقع التواصل الاجتماعي ويأخذوها علي أنها تقدم حقائق ومسلمات فليس كل ما يقرأ أو يسمع أو يشاهد هو صواب أو حقيقة أو رأي جازم ولكن نعمل بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يكن أحدكم أمعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساءوا أساء ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا وإن أساءوا أن تتجنبوا إساءتهم".

تحصين المجتمع.. يبدأ من إبراز القدرة واحترام المعلم

أكد أن علي الدولة ومؤسساتها الدور الأكبر في تشكيل وخلق وعي وشخصية وثقافة الإنسان بدءاً من تحصين الأسرة وإظهار القدوة وإبراز المرجعية واحترام المعلم وخلق تعليم نافع عصري مفعم بالإخلاص والمبادئ القويمة التي تجمع ولا تفرض وتبني ولا تهدم وعلي الإعلام دور هام بإبراز النواحي الإيجابية في المجتمع التي تنبع من الأخلاق التي اتفقت عليها كل الأديان وكل الشرائع تدعو إلي مكارم الأخلاق لأن الشرائع جميعها مصدرها واحد هو "الله" ولا من نبي إلا كان يوصي أهله وقومه وأمته بمكارم الأخلاق بل إن النبي لخص الإسلام في كلمات فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق