حطمت قصة ام المؤمنين زينب بنت جحش مبدأين هامين تجزرا فى الجاهلية القديمة بزواجها مرتين بأمر السماء فكانت رضى الله عنها اداة قواية استخدمها واستعملها المولى عز وجل لتأسيس وترسيخ احكام هامة فى الشرع اولها الفوارق الاجتماعية الصلبة ونسف مبدأ التبنى وما يترتب عليه من احكام
نسبها
اما عن شرف نسبها رضى الله عنها فيكفيها فخراً ونسباً ان امها امية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صل الله عليه وسلم و ابيها جحش ابن رباب اشراف قومة وقد ولدت قبل 33 عاماً من الهجرة الى المدينة المنورة كما انها من الاولين فى الاسلام
رفضها الزواج من زيد ابن حارثه
ولشرف نسبها رفضت زينب بنت جحش الزواج من مولى رسول الله صل الله عليه "زيد بن حارثة "وسلم بادئ الامر عندما شرع رسول الله صل الله عليه وسلم فى خطبتها له ولم توافق حتى جاء امر الله تعالى بأيات بينات قال فيها "(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗوَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا"
طلاقها من زيد
ولم يستمر زواجها رضى الله عنها من مولى رسول الله وابنه بالتبنى طويلاً فما لبثت تلك الزيجة ان طوقتها المشكلات والخصام حتى ضاق زيد من ذلك ذرعاً فشكى لرسول الله صل الله عليه فحاول رسول الله رتق الخرق بينهما قائلاً"أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ" الى ان شعورالاخير بتعاظمها بشرفها ونسبها عليه خلق صدُ عنها حتى وقع الطلاق
ولم يكن الطلاق الا ارادة الله تعالى رسمتها السماء ونفذتها الاقدار حتى يؤسس بها الله تعالى مبدأ تتعلمه الامة جمعاء وهو تحريم التبنى والذى عززه زواج النبى صل الله عليه وسلم منها رضى الله عنها بعدما طلقها متبناه "زيد " والذى كان يطلق عليه زيد ين محمد ليكون زواجه منها صل الله عليه وسلم قول الفصل فى تلك المسألة وقد نزل فى ذلك قرآنا قال فيه رب العزة
"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " الأحزاب 37"
والاية توضح ما وقع فى قلب النبى من رغبة فى الزواج منها رضى الله عنها ان طلقها زيد الامر الذى اخفاه النبى حتى سأله زيد مفارقتها ونزل امر السماء
تباهيها رضى الله عنها بين زوجات النبى
وكان زواج زينب بنت جحش من الرسول صل الله عليه وسلم بأمر السماء مدعاة لمفاخرتها بين زوجات النبى صل الله عليه وسلم فضلاً عن قرابته منه صل الله عليه وسلم
سماتها
وكانت رضى الله عنها تتصف بالتقوى والصدق وطول اليد بالصدقات فكانت تصنع بيدها وتكسب من عملها وقالت عنها عائشة رضى الله عنها "لَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا في الدِّينِ مِن زَيْنَبَ، وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا في العَمَلِ الذي تَصَدَّقُ به، وَتَقَرَّبُ به إلى اللهِ -تَعَالَى"
وفاتها رضى الله عنها
ماتت رضى الله عنها عن عمر ناهز 53 عاماً فى عام 20 هجرياً وقد دفنت فى البقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنها وكانت اول اللاحقين بالنبى الى الرفيق الاعلى من زوجاته
اترك تعليق