ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عنها فضيلة الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوي بـ "الدار":

* هل الأموات يسمعون صوت الأحياء ومن يكلمهم؟

** عندما تخرج روح الإنسان تصعد ثم تعود إلي الجسد بعد قليل. والروح عند تغسيل الجسد تكون فيه ويسمع كل ما يقال حوله. كل هذا وارد عن النبي صلي الله عليه وسلم إلي أن يذهب به إلي القبر وتأتي الملائكة ويقيمانه فيجلسانه فيسألانه فيسمع صوتهم ويجيب. فتظل الروح معلقة بالجسد إلي أن تقوم الساعة.. والشخص الذي يمر علي قبر أحد ويلقي السلام يرد عليه الميت السلام. وإن كان صالحا فيأنس بمن يزوره.

ويوجد شعاع ما بين الروح والجسد فالميت مدفون في قبره. وروحه في السماء. ويرد السلام علي من يعرفه عند إلقاء الشخص الحي السلام علي القبر إلي أن تقوم الساعة. هذا  ما أخذه أهل العلم من حديث النبي.. فقد ورد عن النبي- صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من مسلم يمر علي قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام".

* هل عند شراء أي شيء جديد كسيارة أو شقة يجب ذبح شيء لله كنوع من الفدية أو كف الحسد؟

** هذا ليس واجبا ولكنه مستحب. فعندما يبني الإنسان منزلا جديدا أو يشتري شقة أو سيارة أو أي شيء جديد فهذه الذبيحة تكون لحصول البركة. وهو أمر مستحب. ويكون سببا للبركة وحصول الخير للإنسان.

والشريعة تحض بشكل عام علي إطعام الطعام وإعطاء الفقراء والمساكين لتحصيل الثواب والأجر العظيم.

* ما الحكم في قص الشعيرات الزائدة بالمقص من الحاجب لتحسين الشكل؟

** دار الإفتاء المصرية أجازت أخذ ما زاد علي الحاجب بما ليس من صلب الحاجب.. ويجوز للمرأة حتي لو لم تكن متزوجة أن تأخذ الشعيرات الزائدة من الحاجب بما يظهرها أجمل. ولكن بشرط ألا تأخذ شيئا من الشعر الذي يكون هو صلب الحاجب.
وورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه أجاز ذلك لمن لم تكن متزوجة ممن تتعرض لفضل الله. وكأن هذه البنت تتجمل من أجل أن يرزقها الله بالزوج الصالح.

* ما كفارة الحلف الكثير؟

** الحلف أنواع. نوع يسمي يمين الغموس وهو الحلف الكاذب. مثلًا "أن يقول الشخص والله أنا ما قابلت فلاناً وهو قابله" ففي هذه الحالة تكون كفارته الاستغفار والتوبة والندم علي هذا الذنب. والعزم علي عدم العود إليه مطلقا.. فيمين الغموس أسماه جمهور العلماء اليمين الفاجرة الكاذبة ولا كفارة له وليس فيه إلا الاستغفار والتوبة والندم.

وهناك اليمين المنعقدة. مثل أن يقول الشخص "والله منا واكل اليوم سمك" ولكن اضطر أن يأكله. أو حلف علي شيء في المستقبل يعمله لكن وجده غير صالح ولا يجوز فعله ففي هذا الباب يقول سيدنا رسول الله-صلي الله عليه وسلم-قال: "وَإِذَا حَلَفْتَ علَي يَمِيني فَرَأَيْتَ غَيْرَها خَيْرًا مِنهَا. فأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرى. وكفِّرْ عَنْ يَمِينك".. واليمين المنعقدة يكون له كفارة. والكفارة هنا تكون إطعام 10 مساكين. أو إخراج 100 جنيه.

* هل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة تكفي لقيام الليل؟

** قيام الليل يكون اسما لكل عبادة تقع في الليل. والليل يبدأ من بعد العشاء وينتهي مع أذان الفجر.. ومن قام في هذا الوقت فقرأ ولو آية واحدة فيكون له جزء من قيام الليل وثواب ما قراءه في هذه الليلة حتي ولو صلي ركعتين فيكون له ثواب صلاته.

والله سبحانه وتعالي لا يشق علي عباده ولا يكلفهم بما لا يطيقون. فكل شخص له ما يستطيع من تحصيل ثواب الله.. وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال "من كان يقيم الليل فطرأ عليه المرض فعجز عن قيام الليل فإن الله يكتب له ثواب قيام الليل ونومه عليه صدقة".. والشخص الذي يعود نفسه علي ذلك فيكون ثوابه مستمرا حتي لو مرض أو منعه شيء عن استمراره بهذا.

* ما المدة التي يجوز قصر الصلاة فيها؟

** المدة التي يجوز القصر فيه ثلاثة أيام غير اليوم الذي دخلت فيها البلدة واليوم الذي تخرج فيه.. ومثال علي ذلك: "لو ذهبت إلي الإسكندرية وتوافرت في المكان الذي ذهبت اليه الشروط الشرعية أي أبعد من المكان الذي يقيم فيه بمسافة 85 كيلومترا فلو دخلت يوم الجمعة فهذا اليوم لا يحسب. وتتم المدة من السبت إلي الاثنين.. والثلاثاء يكون يوم خروج".

ويجوز للإنسان القصر في الصلوات الرباعية أو يجمعها وهذا يكون علي مذهب الشافعية فكل ذلك لو أن الإنسان يقيم في المكان ثلاثة أيام غير يومي الدخول والخروج.. ولو أقام الإنسان أربعة أيام في نفس المكان فتكون زالت رخصته ولا يجوز له القصر. وهذا يكون مذهب الشافعية. ودار الإفتاء المصرية تفتي بهذا الرأي.

* هل يمكن لأحد أن يري الملائكة؟

** لا يوجد مانع عقلي أو شرعي يمنع رؤية الملائكة.. فالصحابة الكرام كانوا يرون سيدنا جبريل عليه السلام عندما كان ينزل علي النبي صلوات الله وسلامه عليه لأنه كان ينزل علي صورة صحابي جليل اسمه "دحية الكلبي" وكان هذا الصحابي من سكان أطراف المدينة. والملك يختار صورة شخص يستحب رؤيته للجميع فيتصور في هيئته وهذا ما ورد عن الصحابة الكرام.