حين تعلّمت الرمال أن تحتفظ بالحياة
لطالما كانت الصحراء في وعي البشر رمزًا للجفاف ؛ فهي أرضًا لا تحتفظ بالماء ولا تمنح الزراعة فرصة حقيقية للحياة. تمسك حفنة من رمالها فتنساب سريعًا من بين أصابعك كما كانت تتلاشي معها محاولات البشر عبر قرون طويلة لاستصلاحها. من هنا بدا الأمر محسومًا: هذه أرض خُلقت لليأس لا للإنتاج. غير أن العلم...
معادن نادرة… بنفوذ غير مرئي تُسيطر على العالم
لم يكن أحد يتخيّل أن مستقبل البشرية قد ينحصر في ذرات صغيرة لا يعرف الناس أسماءها، ولا يشعرون بوجودها، ولا يقدّرون قيمتها. نحن نظن أن العالم يتحرك بالجيوش والمال والسياسة، بينما الحقيقة تختبئ في أماكن لا يراها أحد، وفي مواد لا ينتبه لها أحد، وفي عناصر نادرة يكفي غيابها لحظة واحدة لتتعطل الحياة...
هل دولاب حياتك مكدّس… ياتري كم قطعة تستحق البقاء؟
تدخل إلى حياتك وجوه كثيرة… بعضها يلمع منذ اللحظة الأولى كقطعة قماش جديدة تلتقط ضوء النهار قبل أن تلمسها يدك، وبعضها يمرّ عاديًا حتى تتعرّف على قيمته مع الوقت. وبين كل تلك الوجوه، تبقى حياة الإنسان أشبه بدولاب ممتلئ تتدلّى فيه قطع كثيرة، ولكل قطعة لونها وخامتها وملمسها… تمامًا...
وعيك هو سلاح عقلك لمواجهة اختراقك الرقمي
تفتح هاتفك بلا قصد وتتحرك الشاشة لتظهر لك ما كان يدور في ذهنك قبل لحظات بدقة لافتة. شعور غريب يتسلل داخلك، مزيج من الدهشة والقلق، وكأن هناك عين خفية تراقب كل حركة في دماغك. تتساءل: هل هي مصادفة؟ أم أن هناك لعبة أكبر تُدار على عقلك؟ الحقيقة أعمق بكثير مما يبدو للوهلة الأولى. العقل البشري ليس...
العالم الخفي داخلك… مدينة لا تنام
لا أحد يراك الآن… لكن هناك ملايين العيون تراقبك من الداخل. تفتح عينيك في الصباح وتظن أن الحياة تبدأ عند تلك اللحظة، بينما الحقيقة أنها بدأت قبلك بكثير… في ذلك العالم الصغير الذي يسكنك دون أن يطلب إذنًا. هناك مدينة كاملة تعمل داخلك؛ مدينة بلا لافتات ولا ضجيج، لكنها أقوى وأكثر...
هي أشياء عادية… لكنها استثنائية
ليست الأيام من تُشكّلنا، بل تلك اللحظات الصغيرة التي تتسلّل إلينا دون ضجيج، وتعيد ترتيبنا من الداخل. أحيانًا لا تحتاج الحياة إلى تغييراتٍ كبرى كي تُدهشنا، بل إلى ومضةٍ بسيطةٍ واحدة… نراها بقلبٍ منتبه. يبدأ اليوم بصباحٍ يشبه ألف صباحٍ مضى، لكن شيئًا خفيًا يجعل كل شيء يبدو جديدًا:...
هيبتا ٢… مناظرة بين العقل والقلب
في زمنٍ تتداخل فيه المشاعر مع الخوارزميات، ويختلط صوت القلب ببرمجة العقول، يجيء هيبتا ٢ ليعيد طرح السؤال الأبديّ بطريقة لم نعهدها من قبل: هل ينجو الحبّ حين يُحلَّل؟ وهل يظلّ إنسانياً حين يدخل الذكاء الاصطناعي على الخطّ؟ الفيلم لا يُعيد الحكاية، بل يُعيد تعريفها. فالعلاقات هنا ليست...
حضارة سبعة آلاف عام.. تنهض من الصمت لتكتب فصولًا جديدة
لم أكن أتصوّر أن لحظة دخول المتحف المصري الكبير يمكن أن تُشبه عبور الزمن ذاته. كان الهواء مختلفًا، مُثقلًا برائحة التاريخ، وممشوقًا كأنفاس حضارة لا تشيخ. توقفتُ عند البوابة للحظةٍ طويلة، أرمق الممر الممتد أمامي، فشعرت أنني لا أسير نحو متحف، بل أتوغل في ذاكرة وطنٍ تنبض في الجدران. وفي قلب...
الذكاء الاصطناعي لن يسرق مهنتك… لكنه سيفضح كسلك
تخيّل أن تدخل مكتبك صباحًا، فتجد زميلك الجديد لا يشرب القهوة، لا يتأخر، لا يطلب إجازة، ولا يخطئ. يجلس في صمتٍ مطبق، تلمع عيناه بضوءٍ رقمي، ويتحدث بصوتٍ معدني؛ فكلماته نبضاتٌ إلكترونية. هذا ليس مشهدًا من فيلم خيالٍ علمي، بل واقعٌ بدأ يتشكّل بالفعل؛ لم تعد التكنولوجيا فكرةً مستقبلية، بل زميلَ...
النوبل تُمنح بالأصوات.. أما قلادة النيل فتُمنح بالتاريخ
في حياة الأمم مشاهد لا يصنعها التاريخ، بل تصنع هي التاريخ. ومن بين تلك الوقائع ما شهده العالم في شرم الشيخ، حين قدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي قلادة النيل العظمى إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كان مشهدًا من تلك اللحظات التي يكتبها النيل بروح التاريخ لا بقلم السياسة. كانت المدينة بين...
سيف أيزنهاور المقلَّد يلمع في القصر البريطاني
ترامب يهدي بريطانيا سيفًا مقلدًا، مدّعيًا الأصالة. أن تهدي شيئًا مزيفًا لكنه مطابقٌ للأصل، فذلك ليس مجرد فعلٍ مادي، بل إقرارٌ ضمني بأن الصورة أهم من الجوهر، وبأن الانعكاس يغلب الحقيقة. إنّ النسخة المقلّدة تُرضي العين، لكنها تُحرّك في النفس معنى أعمق: إنها تحاكي الأصالة دون أن تمتلك روحها،...
وثائق تاريخية تفضح إثيوبيا.. سد النهضة على أرض مصرية..!!
النيل ليس نهرًا عاديًا يمكن أن يُختزل في جداول حسابية أو هندسية باردة، بل هو شريان حياة رسم ملامح الحضارة المصرية منذ آلاف السنين. وكل من يتوهم أن بإمكانه العبث بهذا الشريان بقرار أحادي، إنما يعبث بحق الوجود ذاته. إن الفيضان الأخير الذي أغرق السودان لم يكن مجرد كارثة طبيعية، بل جرس إنذار...
أنت لست ما تدّعي… بل ما تحاول أن تخفيه
تخيّل أنك تجلس الآن في قاعة اجتماع مصيرية. الطاولة ممتدّة كأنها ميدان معركة؛ أجهزة الحاسوب مفتوحة، والهواء مليء برائحة قهوة باردة وأعصاب مشدودة. الكل ينظر إلى الشاشة الكبيرة المضيئة، لكن لا أحد يجرؤ على بدء الحديث. لحظة صمت طويلة تكاد تسمع فيها أنفاس الآخرين، وكأن الجميع ينتظر ظهور شخصية ما لكسر...
"الناتو العربي".. حلم ولا علم ..؟!
العرب بين خيار النهوض بتحالف موحّد… أو الغرق في فوضى التبعية ، لم تكن القمة الأخيرة في الدوحة اجتماعًا عاديًا لزعماء العرب والمسلمين، بل انعقادًا استثنائيًا على صفيحٍ ملتهب، سبقته واقعةُ العدوان الإسرائيلي على الأراضي والأجواء القطرية، والتي هشّمت جدار الوهم وأكدت أن...
"ذاكرة تحترق... وأخرى تُخترق…!!"
"هل نستطيع أن نعيش فعلًا بلا ورق؟ وهل تكفي الحياة الرقمية لتعويض ذاكرة آلاف السنين؟" تخيَّل أنك استيقظت ذات صباح، بحثت عن جريدتك اليوميّة فلم تجدها، مددت يدك إلى رف مكتبتك فلم تصادف إلا فراغًا صامتًا، ثم لم تجد قلمًا لتضع توقيعك على عقودك ومستنداتك التي طالما أثبتت...
غرف الإنعاش: استعدي … الملبن قادم ..!!!
قطع حلوى تحاصر البنكرياس… والميزان يستغيث حلاوة المولد… بين البركة والورطة يأتي المولد النبوي الشريف كل عام، فيحمل معه نفحات روحانية، وأجواء احتفالية تملأ الشوارع. أما حلاوة المولد… فلها حكاية أخرى تمامًا؛ فهي ليست مجرد سكر ولوز، بل هي أسطورة لها طقوس خاصة في...