مازال إعلامنا يتعامل مع الهجمات الشرسة ضد مصر من المنظمات والجماعات المشبوهة ووسائل إعلامها بطريقة خاطئة. فقد كشف البيان الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة حول حالة حقوق الإنسان في مصر عن خيبة أمل كبيرة في الإعلام المصري الذي لم يستطع توصيل صوت المصريين علي المستوي الرسمي والشعبي الرافض لهذا البيان بشدة إلي الأمم المتحدة والدول الموقعة عليه والبالغ عددها واحدا وثلاثين دولة وتبعتها في تأييد البيان منظمات حقوقية محلية ودولية. معروف دورها المشبوه ضد مصر.
البيان ردت عليه وزارة الخارجية المصرية ومندوب مصر في مجلس حقوق الإنسان في حينها ولكن متابعة وسائل الإعلام المصرية كشفت أننا كنا نرد ونخاطب أنفسنا داخليا بينما المطلوب في هذا التوقيت أن يتم الرد للخارج وأن يصل صوت الرأي العام المصري الرافض لمثل هذه البيانات المغرضة والمشبوهة إلي من أصدروه ومن أيدوه ليعلموا أن المصريين علي قلب رجل واحد يرفضون أي مساس بشأنهم الداخلي الخاص بهم وليس لأحد وصاية عليهم فيه.
لابد أن يفكر إعلامنا بكل اشكاله وألوانه في طرق غير تقليدية للرد علي كل من يضمر ويعلن الشر لمصر. ولنسبق بخطوة نحن ونبادر بتوجيه اصابع الاتهام وشن حملات والمبادرة بالهجوم علي كل من يعادينا . ولا ننتظر أن نكون في محل رد الفعل.
كنت أنتظر من إعلامنا أن يتخذ خطوات مثل الآتي:
أولاً: تفعيل هاشتاج دولي يتفاعل معه المصريون في الداخل والخارج وربما الاشقاء والأصدقاء في الدول العربية والأجنبية يرفض بيان حقوق الإنسان الموجه والمسيس . ليصل صوتنا لمن اصدروه وايدوه.
ثانياً : مخاطبة الجاليات المصرية في الدول التي وافقت علي ماجاء في البيان ضد مصر والتواصل مع وسائل الإعلام ودوائر صنع القرار هناك وشرح الحقائق في مسعي لتغيير الصورة الذهنية التي قد تكون تشكلت بفعل أموال جماعة الإخوان الإرهابية هناك.
ثالثاً: أن يتواصل مذيعونا في البرامج الفضائية ذات المشاهدة العالية مع سفراء هذه الدول بمصر وسؤالهم عن مصادر معلوماتهم التي جعلت مندوبيهم يوافقون علي ما جاء في هذا البيان.
رابعاً: تشكيل فرق عمل إعلامية يكون دورها التواصل مع سفرائنا بهذه الدول .والبحث وبسرعة عن انتهاكات حقوق الإنسان هناك ـ وما أكثرها ـ وكشفها للرأي العام الدولي من خلال حسابات علي الفيس بوك أو قنوات علي اليوتيوب أو هاشتاجات متواصلة تظهر وجود "شوكة" للمصريين لا يستطيع أحد كسرها . وتستطيع النيل من كل من يحاول تشويه صورتهم وصورة دولتهم.
خامساً: العمل علي إضافة فقرة باللغة الانجليزية وأخري باللغة الفرنسية بالبرامج الفضائية عالية المشاهدة تخاطب الخارج .
سادساً: العمل وبسرعة علي إنشاء قناة فضائية مصرية تتحدث باللغات الأجنبية وتعرض وجهات النظر الرسمية والشعبية أمام العالم كله وتكون صوت مصر والمصريين للرد علي كل ما يسئ للدولة المصرية.
سابعاً: إنشاء كتائب إليكترونية مضادة لعرض حقائق جماعة الاخوان الإرهابية وتاريخها الأسود في مصر وبقية الدول العربية والاجنبية . والتواصل مع دول العالم برسائل وفيديوهات تكشف المستور عن هذه الجماعة ومناصريها.
ثامناً: يجب أن يكون هناك دور كبير للملحقين الثقافيين في سفاراتنا بالخارج لعرض وجهات النظر المصرية وعقد ندوات ولقاءات مع النخب السياسية والإعلاميين لتعريفهم بمصر . وكيف أصبحت بعد أن كانت شبه دولة.
إذا استمر إعلامنا علي هذا المستوي من الأداء الذي يخاطب الداخل فقط فإننا سنظل نتلقي الطعنات من الخارج مادامت ليست لنا دروع تصدها وأسهم تبادر بالهجوم علي من يطلقونها.
[email protected]