كانت أول معرفتي بسيناء عام 1965 عندما ذهبت مع وحدتي من الجيزة إلى العريش بالقطار ثم بالمركبات إلى القُسيمة. والقُسيمة قرية صغيرة على الحدود مع إسرائيل قامت حول بئر متدفقة تكفي أهل القرية وكل الوحدة التي عسكرت هناك.

حضرت رمضان واحد في شتاء هذه السنة حيث كنت أقيم مع زميل في خيمة وكان الساعي يأتي لنا بالسحور أما الإفطار فكان من ميس الضباط.

كنت وزميلي نتسحر ونحن جالسين في السراير من شدة البرد ثم نختم بالشاي وكانت اللحظات الصعبة هي الذهاب للمرحاض الميداني قبل النوم.

عام 1967 كنت هناك في شرم الشيخ في قيادة القوات بالفرع الهندسي وكنت مسئولاً عن توزيع المياه على الوحدات بناء على يوميات بعدد الأفراد وكان المعدل 3 لتر للفرد يومياً وكان المصدر الرئيسي للمياه هو مكثف كندي يعمل بنظرية تبخير المياه ثم تكثيفها لفصل الأملاح. هذا المكثف كان يخدم قوات الطواريء الدولية بعد إنسحاب إسرائيل بعد العدوان الثلاثي على مصر.

بعد عودتي من شرم الشيخ عملت بكتيبة كباري عائمة في المنطقة المركزية وقضيت فيها أكثر من رمضان إقامة دائمة في الوحدة إفطار وسحور وتدريب مستمر ليلاً ونهاراً.

بعد كتيبة الكباري ذهبت رئيساً للفرع الهندسي بوحدة مشاة كنا نفطر جميعاً في ميس الضباط تحت الأرض نستمع إلى مسلسلات رمضان في الإذاعة حيث لم يكن هناك تليفزيون في الوحدة عام 1972.

عام 1973 رمضان 1393 كنت أقيم في ملجأ تحت الأرض نفطر ونتسحر في هذا الملجأ بقيادة الجيش الثاني حتى يوم 10 رمضان حيث أخطرنا صباحاً بالإنذار بعملية إعتباراً من الساعة 2 بعد الظهر عندما تعبر طائراتنا في إتجاه الشرق وعندما يهدر 2000 مدفع ليدك مواقع العدو وعند بدء الهجوم ذهبت إلى منطقة كباري جنوب الإسماعيلية لأتابع أعمال العبور في قطاع الفرقة 16 حيث أفطرت هناك.

رمضان 1394 كنت نفطر ونتسحر في ميس القيادة فوق سطح الأرض وكنا نتسلى بالمذياع أثناء الإفطار.

في أكثر من رمضان عامي 1980 و 1981 قضيتها في الفرقة 16 وإفطار وسحور في ميس قيادة الفرقة وهنا ظهر التليفزيون في الميس ومسلسلات التليفزيون.

في قيادة الجيش والفرقة 16 كنت أجوب سيناء من غربها لشرقها ومن شمالها لجنوبها حتى حفظت الكثير من معالمها مثل جبل أم إجام وسحابة والحلال ولبنى وجبل خِرِم وليس خُرم وجبل يلق والكثير من طرقها ووديانها.

وعندما عملت رئيساً لجهاز تعمير سيناء تم إنجاز أعمال كثيرة أهمها الطرق والمياه ومساعدة البدو ومتابعة إنشاء محطات تحلية المياة خاصة في القرى السياحية بجنوب سيناء.

وأخيراً أسعد بتخصيص الدولة 600 مليار جنيه لتعمير سيناء منها 300 مليار جنيه للهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي أنتمى إليها.