هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رسالة مصر السيسى لعواصم العالم


تابعت ومثلى الملايين من المصريين قيام الجهات المسئولة بإزالة الحواجز الخرسانية أمام مقر السفارة البريطانية بجاردن سيتي بمشاعر يملؤها الفخر والاعتزاز بقيمة ومكانة بلادي، التي لا تغض الطرف عن أي تجاوز أو تهاون في حقوق بعثاتنا الدبلوماسية أو أبنائنا في الخارج.

الرد المصري أثلج الصدور بعد تهاون السلطات البريطانية بالسماح لغوغاء من التنظيم الإرهابى بتنظيم مظاهرات أمام سفارتنا في لندن، ولم تكتف بذلك، بل قامت في تناقض غريب الشكل والمضمون بتوقيف رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج أحمد عبد القادر ميدو، بعد تصديه لتلك المظاهرات والوقوف في وجه المتظاهرين لمنع اعتدائهم على السفارة، لتغض السلطات البريطانية الطرف عن المعتدي وتلقي القبض على من يتصدى لهم، وكأن لسان حالها يقول إنها تدعم هذا التنظيم الإرهابي وتدافع عن فعالياته.

والحقيقة أن مصر لم تتخل عن ابنها حتى تم الإعلان عن الإفراج عنه، فقد أجرى وزير الخارجية د. بدر عبد العاطي اتصالا بمستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، وأكد له أن الوزارة تتابع باهتمام بالغ تطورات القبض على المواطن المصري أحمد عبد القادر في لندن، وطلب سرعة التعرف على ملابسات القبض عليه، والأسباب التي أدت إلى ذلك، مؤكدا التطلع للتعرف على نتائج التحقيقات وسرعة الإفراج عنه.

وبالعودة إلى قرار إزالة الحواجز، فإنه كان بمثابة قرار أمة وشعب عبر عنه الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فسفارات مصر ليست مستباحة، والسفارة البريطانية كانت تتمتع بإجراءات تأمين استثنائية، ووضع تلك الحواجز كان إجراء تعزيزيا يضاف إلى الإجراءات المتبعة في تأمين البعثات الدبلوماسية الأجنبية على أرض الكنانة. 

وطالما سمحت السلطات البريطانية باستباحة السفارة المصرية، فمن الطبيعي أن تحرم القاهرة السفارة البريطانية من الامتيازات الاستثنائية، في درس من الجمهورية الجديدة لكل عواصم العالم بأن مصر تطبق مبدأ المعاملة بالمثل في التعامل مع الجميع.

فمنذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حكم البلاد عام 2014 وهو يحرص على صياغة نمط علاقات متوازنة مع كافة دول العالم، تقوم على الاحترام والندية، وتدعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، وحماية المصالح المصرية العليا والحفاظ على الثوابت الوطنية، والتمسك باستقلالية القرار المصري، والتعامل مع دول العالم على أساس علاقة الشراكة وليس التبعية، وحل النزاعات بالطرق السلمية واحترام القانون الدولي والشرعية الدولية. 


ويمكن القول إن مصر أعادت ضبط المسافات مع عواصم العالم بفضل رؤية وتقييم الرئيس السيسي للمشهد العالمي، والذي أكدت الكثير من المواقف أن مصر في عهده لا تتخلى عن أبنائها، فمن قبل تم إرسال طائرة خاصة لإعادة 71 من المصريين في ليبيا بعد التوترات الأخيرة هناك، وهو مشهد تكرر باتخاذ كافة التدابير لإعادة المصريين من السودان من قبل، بعد التوترات السياسية، وكذلك في أوكرانيا، والمواقف خلال السنوات القليلة الأخيرة كثيرة ولا يتسع المكان لسردها.

وفي الختام أؤكد أن مصر السيسي أصبحت دولة لها قيمتها ومكانتها بين الأمم بعدما أعاد لها الرئيس ما تستحقه من مكانة إقليمية ودولية.

والجمهورية الجديدة دولة كبيرة وقوية لا تبتز ولا تخضع لأية مساومات، وهو ما يتضح في حجم التقدير الدولي لأم الدنيا، والثقل الاستراتيجي الذي أصبحت تتمتع به بفضل قيادتها الحكيمة التي تحظى بالكثير من التقدير والاحترام لدى كافة دول العالم.