الدعوة إلى التفكر والتأمل والتدبر دعوة إلهية من الله عز وجل إلى عباده للتدبر في ملكوت الله وحكمة الخالق وقصص الأمم السابقة لتكون عظةً للبشر.
فيتفكروا في ملكوت السماوات والأرض وما وهبنا الله من نعم ومنح ليحيا البشر في سلام وأمان...
قال تعالى
(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩ البقرة﴾
صدق الله العظيم.
فالدعوة إلى التفكر والتدبر دعوة إلهية لكي يتدبر الإنسان ويفهم ويعيَ معنى الحياة.
أفلا يتفكرون في قصص حياة الأنبياء والمعجزات
فكم من معجزات تحتار لها العقول..
فقصص حياة الرسل والأنبياء دروسٌ ومواعظ للبشر . سيدنا نوح والسفينة.. سليمان والطير وبلقيس .سيدنا موسى وفرعون..سيدنا موسى ورحلته مع الخضر
.. سيدنا يونس و الحوت.. سيدنا يعقوب ويوسف عليهما السلام.. السيدة مريم العذراء وميلاد المسيح.. سيدنا محمد ورحلة الهجرة النبوية ومعجزة الإسراء والمعراج ..
أليست في قصص حياة الأنبياء معجزات وعظة للبشر..
أ فبعد أن مَنَّ الله على البشرية بهذه المواعظ والحكم الألهية ينحرفون و ويتركون طريق الله ويضلون السبيل ..
أفلا يتفكرون في قصص الأمم التي هلكت بمخالفة أهلها للمنهج الإلهي.
قال تعالى
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
﴿١٧٦﴾ الأعراف
أفلا يتعلم بنو الإنسان من قصص الأمم السابقة ..
قصة سيدنا نوح والسفينة التي أمره الله ببنائها لينجو هو ومن معه من القوم الصالحين..
وقصة لوط وقومه الذين كانوا يرتكبون الفاحشة فأهلكهم الله بفحشهم ..
وقصة فرعون وموسى وانشقاق البحر وغرق فرعون و جعله الله آية للعالمين..
وقصة عاد وثمود الذين هلكوا بأفعالهم .
والكثير من القصص التي أخبرنا بها الله ليتفكر ويتعظ بنو الإنسان. .
أفلا يرى بنو الإنسان آيات الله فيفهموا معناها ..
أليست الحروب والأوبئة والفيروسات والفيضانات ومآسي الحياة البشرية وفواجعها مدعاة للبشر ليعودوا إلى طريق الله وينبذوا الشر و القتل والدمارويزرعوا سنابل الخير ويحملوا أغصان الزبتون .
علام يختلف بنو الإنسان.. أليس هذا بملكوت الله ونحن عباده ومنحنا من النعم ما لا يعد ولا يحصى.. أفلا نطيعه ونتقيه ونعيش كما أمرنا رب العباد فنحن عباده وهذا ملكوته ونحن ضيوف نعيش فى رحابه..
فلماذا الشقاق والنزاع بين بنى الإنسان..
ألا يتعظون ألا يتفكرون أفلا يتدبرون أفلا يعقلون.
إن محور ما يحدث في العالم الآن يتلخص في بعض من الكلمات منها الطمع والجشع والاستغلال والفساد وفِقدان قيم الحق والعدل والمساواة واستخدام القوة لترويع الضعفاء والكيل بمكيالين.. مكيال للأقوياء ، والأخر للضعفاء.. وقانون المصالح الفاسدة والمتاجرة بالشعوب على حساب قيم الحق والعدل والخير والسلام..
والحقيقة أن السلام يكمن في العودة إلى منبع الأديان السماوية والمنهج الربانى ، والقيم الإنسانية والأخوة بين أبناء البشرية.
إن جميع الأديان السماوية دعت الإنسان إلى المحبة والخير والسلام.
ولكن الإنسان طغى وبغى وخالف جميع الأديان .
أفلا يرى الإنسان ما تمر به البشرية من كوارث ومحن وأمراض ، منها ظواهر طبيعية ومنها كوارث بفعل الإنسان، فأدى ذلك إلى تشتيت الشعوب بفعل الحروب ووفاة البعض بسبب الفيروسات والأمراض وتجارة الدواء على حياة بنى الإنسان..
إن الحياة البشرية لن تستقيم إلا بالعودة إلى طريق الله والسير في رحابه وطاعته فيما أمرنا به والابتعاد عما نهانا عنه.. ونبذ الصراع والقتل والدمار .
أن فى التعايش السلمى والقضاء على الفقر والجهل والمرض والتعاون المشترك بين الدول المتقدمة والنامية فيما يفيد فى تقدم الدول بالعلوم المتقدمة والمعارف والثقافات المختلفة وما وصل إليه العلماء فى مجال العلوم المعرفية والقانونية والإنسانية والدينية والإقتصادية السبيل إلى
تقدم الدول وإنطلاق ركب الحضارة والبناء والتنمية ..
إن العالم أصبح قرية صغيرة وما يحدث فى بقعة من بقاع الأرض ينتقل إلى العالم بأسره..
ولنأخذ مثال على ذلك فيروس كورونا ألم يبدأ فى دولة وأنتقل إلى باقى دول الكرة الأرضية فهل أتعظ الإنسان.
وإستخدام أسلحة الدمار ألم ينتج عنها دمار الشعوب والهجرة غير الشرعية وغبرها من الأثار المترتبة على الصراع والحروب .. وظاهرة الإرهاب ألم تنتقل من دول إلى دول أخرى لتهجر شعوب ويعم القتل والدمار..
ماذا إذا تعاون أبناء أدم وحواء فى تجنب المحن والصراعات ونبذوا العنف.. ومدوا يد العون بين الدول المتقدمة والدول النامية.. وعدم الطمع فى ثروات الشعوب وإحترام حقوق الإنسان وحقه فى أرضه ومائه وثرواته وحقه فى الحياة الأمنة المستقرة لعم فى ذلك الوقت الخير والمحبة والسلام.
إن فى العودة إلى القيم والمبادئ الدينية والخلقية سلام النفس الإنسانية وطهارتها من آثام الحياة البشرية التي طغت فيها المادية على الروحانية.
إن في التفكر والتدبر والتأمل لملكوت الله حكم ومواعظ وأنوار ربانية تهب الإنسان السكينة والرؤية الصحيحة والحكمة والموعظة الحسنة .
إذا تدبرنا الكون لعلمنا أنه في غياب العدل ظهور الجرائم غير الإنسانية .
وفى غياب الرحمة البؤس والشقاء للنفس الإنسانية.
وفى غياب الأخلاق ظهور الأمراض المدمرة للبشرية.
وفي غياب القانون ظهور قانون القوة وشريعة الغاب ..
وفى غياب الإيمان نهاية البشرية.
أن في اتِبَّاع الشرائع السماوية التعايش السلمي والمحبة والإخاء بين بني الإنسان..
فليتعظ بنو الإنسان من قصص الأمم السابقة ويتأملوا ويتدبروا ويتفكروا لتعود الحياة البشرية إلى سلامها وأمانها ورخائها، ففي العودة النجاة وفى التفكر والتأمل والتدبر سبل استقامة الحياة البشرية .