هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عمار يا مصر  

مصطفي النحاس .. وإهدار المال العام ؟!

مصطفي النحاس حكاية ، وحتي لا يذهب القارئ بعيدا فإن الحكاية لا علاقة لها بزعيم الوفد القديم مصطفي باشا النحاس ، ولا علاقة لها بالأحزاب ولا سياسة الأحزاب ، وإن كان حال الأحزاب لا يسر حبيب لكنه بالقطع يسر العدو .. الحكاية أخذت من الباشا الإسم فقط فكانت حكاية شارع مصطفي النحاس بمدينة نصر .. إسم أشهر من نار علي علم ، ومحور مروري مهم يشق مدينة نصر من آخر شارع يوسف عباس حتي نهاية الحي الثامن ليصل إلي الحي العاشر بطول يزيد عن 5 كليومترات !

 

قبل أقل من 5 سنوات تم تطوير الشارع برفع قضبان خط المترو من منتصفه ، ووضع بنية تحتيه ليتحول ممر المترو إلي طريق يتوسط الشارع لتسير فيه خطوط أوتوبيسات النقل العام وخطوط الميني باص الخاصة بالمحافظة ، وتم وضع سياج حديدي لهذا المحور من بدايته حتي آخر الحي الثامن ، وتم عمل هياكل خرسانية جاهزة كمحطات للركاب لا تسع الواحدة منها أكثر من 4 ركاب ينتظرون وسيلة مواصلتهم ، وتم عمل شبكة إشارات مرورية بكاميرات مراقبة لضبط حركة المرور بالمحور تعمل أوتوماتيكيا - نادرا ما كانت تعمل – لكنها كانت في الغالب عطلانة مما يتسبب في ارتباك الحركة وتضييع الوقت بالإضافة إلي حالات الاختناق الني تحدث في ساعات الذروة التي كانت لا تنقطع حتي ساعة متأخرة من اليوم !

 

تطوير الشارع تكلف 70 مليون جنيه في وقتها بما يعادل 200 مليون بسعر اليوم , ومع مرور الوقت بدأت تظهر عيوب التطوير .. ومساويء فكرة عمل مسار خاص للنقل الجماعي ، ثم بدأت عيوب الرصف تظهر علي الطريق فتحولت أجزاء منه مطبات صناعية بفعل الحركة غير المسئولة عليه من السائقين والسيارات حتي فقد التطوير معناه من كل النواحي الجمالية والمرورية والأمنية ليصبح في النهاية مسار أو ممر العذاب لكل من يسير فيه !

 

الحكاية من البداية كانت لها علاقة بالفساد وغياب الرؤية واستسهال الحلول العشوائية دون دراسة لحركة المحور وتقاطعاته مع أهم شوارع المنطقة حيث يتقاطع المحور مع شوارع عباس العقاد ومكرم عبيد وحسن مأمون والطاقة ، وكلها شوارع تربط الحركة في مدينة نصر كلها وتربط محور الأتوستراد بالقاهرة الجديدة وطريق السويس .

 

منذ أسبوعين فوجئ سكان المنطقة بعمليات هدم للمحور ورفع الأسفلت وإزالة السور الحديدي ورفع أعمدة الإنارة وتحول الشارع من بدايته إلي نهايته إلي منطقة إشغالات فزادت صعوبة الحركة فيه ، وبالسؤال عن لماذا يحدث ذلك ؟ جاءت الإجابة إعادة تطوير الشارع وتوسعة الاتجاهين ورفع المسار الأوسط الخاص بالنقل الجماعي لخلق سيولة في الشارع .. !

 

نحن دافعو الضرائب من حقنا أن نسأل أي مسئول من أول رئيس الوزراء ووزير الإسكان إلي رئيس الحي الذي يقع في دائرة اختصاصه هذا الشارع الحيوي مرورا بكل القيادات المسئولة عن التخطيط أو التطوير أو التنفيذ عن :

 

* من المسئول عن إهدار هذه الملايين التي تم صرفها في التطوير الأول الذي لم يمر عليه 5 سنوات ؟

* من أين يتم الصرف علي التطوير الجديد ونحن في حاجة إلي الإنفاق علي المدارس والمستشفيات ؟

* هل من يقومون بالتطوير الجديد  هم من يقومون بالتطوير الذي يجري الآن ؟

* هل يمكن محاسبة من أخطأ في التطوير الفاشل السابق أم أن الحكاية مال سايب ليس له صاحب ؟

 

بالمناسبة حدث ذلك في شارع حسن المأمون الذي يربط الأوتوستراد بمصطفي النحاس حيث تم ما أسموه تطوير في الشارع وقبل أن ينتهي تم خلع الأرصفة والبلاط وغلق وفتح محاور في الشارع وكأن هذه المنطقة حقل تجارب للتدريب علي مهارة إهدار المال العام ، وحدث كذلك في شارع الطاقة الموازي لشارع حسن المأمون حيث تجلت عبقرية الذي يطور هذه الشوارع حيث جعل نصف الشارع اتجاه واحد والنصف الثاني اتجاهين فزاد الارتباك ارتباكا وأفرط في تعذيب أصحاب السيارات في اللف والدوران للوصول إلي حيث يريدون !

 

الحكاية باختصار هي حكاية فساد في الأحياء ، وبوابة ملكية للسرقة بالقانون في البناء والهدم تحت شعار التطوير ، يحدث ذلك ولا معقب ولا صوت يعلو علي صوت بلدوزرات الهدم وإهدار المال العام .. !