قصة شعب وحضارة أمة كتبت تاريخها بحروف الحب والفداء والكفاح ونقشته على الحجر ليعلم البشر حضارة هذه الأمة وتاريخ شعب أبى جسور فريد فى معدنه وجوهره مهد الطريق للإنسانية بعلومه ومعارفه وتاريخه وحضارته ليصبح منارة الشرق ومهدا للحضارة الإنسانية. .
أن هذا الشعب الأصيل
من أكثر الشعوب أرتباطا بجذوره فهو محبا عاشقا لوطنه مدافعا جسورا لا يخضع ولا يخنع بل يحمل شعلة الدفاع عن وطنه أرضه ونيله حقوقه وثرواته ..
أن هذا الشعب أنار العالم القديم بشعاع العلم والمعرفة لتبلغ المشرق والمغرب..
أن الدولة المصرية دولة ثوابت وقيم ومبادئ راسخة ولم تكن يوما دولة معتدية بل مدافعة عن حق الشعوب فهى دولة ذات قيم وأصول حضارية وإنسانية تفتقدها الشعوب الحديثة التى ليس لها تاريخ وهوبة وجذور.
أن المصرى الأصيل يفتخر بإنتمائه لحضارته وتاريخه وجذوره فمن مثل وطنه صاحب حضارة وريادة وتاريخ مازال يبهر علماء العصر الحديث بعلومه ومعارفه و مازالوا يحاولون معرفة كيفية فك شفرات الحضارة المصرية ليصلوا إلى كنزها المعرفى .
ان الشعوب مراحل زمنية تختلف ما بين القوة والضعف طبقا لما يواجهه الوطن من تحديات ومواجهات وما يكتسبه شعبه من علوم ومعارف فتتفاوت الحقب التاريخية بين القوة والضعف . .
فمنذ قدم التاريخ وهذا الشعب يواجه مخططات لإخضاعه والسيطرة على حقوقه ارضه ونيله وثرواته... لكن هذا الشعب الابى لا يلين ولا يخضع.. تظنه مستكينا ولكن عند المحن يظهر معدنه ويخرج المارد المصرى ليعيد للكون توازنه ليس تحيزا لشعبها ولكنها حقيقة ثابتة وكلمة حق عن شعب أبهر العالم بحضارته ووسطيته وعلومه ومعارفه.. أن غيب سيعود قويا بإرادة شعبه يدافع عن أرضه ويحدد مصيره فيقهر كل ما حاول الإعتداء عليه.. ولنتتبع التاريخ والإعتداءات المتتالية بداية من الهكسوس والمغول والتتار والصليبيون والانجليز والفرنسيون وكل من حاول المساس بأرض مصر عاد مقهورا بدفاع شعب أبى لا يقبل المساس بأرضه .. فعقيدة ابنائه الدفاع عن الوطن واجب مقدس أن وطنى مصر مقبرة الغزاة .
فى العصر الحديث واجه هذا الشعب محاولات عديدة لإقتلاعه من جذوره بأفكار غربية فما بين الماركسية والشيوعية والرأسمالية والإشتراكية هذه الأفكار المستحدثة التى بدأت تنتشر ومحاولة لتغيير التوجهات والأفكار .. ومحاولة تغير الهوية والعقيدة الوسطية بالأفكار الوهابية ...فما بين الافكار الغربية والشرقية يدور صراع الحضارات ..
ولكن سرعان ما يعود هذا الشعب إلى أصوله وجذوره وهويته ويرفض كل ما هو خارج عن عقيدته ومبادئه ووسطيته ويشكل شخصيته ومبادئه طبقا لكينونته وطبيعته وشخصيته المصرية ومصلحته الوطنية فهى كبصمة اليد لا تتشابه مع بصمات الشعوب فكل له هويته وجذوره وعقيدته .
مراحل كثيرة مر بها هذا الشعب الأبى وواجه كل ما يمس وطنه حارب المستعمرين وثار ضدهم بالعديد من الثورات حتى إستقلت إرادته.. بداية من الثورات ضد الإستعمار الأجنبى إنتهاء بالثورة ضد الظلم والفساد ومحاولة تغيير الهوية الوطنية .
ان هذا الشعب يفرز الغالي من الرث بفطرته وذكائه الذى أستمده كجينات تتوارثها الأجيال فلا يغيب ولا يتم العبث بعقول أبنائه ولو خدعوا بعض الوقت فيعودوا إلى فطنتهم التى تفرز البشر والحقيقة والواقع.. هذا الشعب وسطى العقيدة عاش على أرضه الأنبياء فأصبح شعبه يتميز بالسماحة والتعايش بين أصحاب الديانات فلا تعصب أنما أخوة ومحبة تتوارثها الأجيال.
هذا الشعب إنتقل عبر تاريخه من الملكية إلى الجمهورىة و أسس دولته الحديثة ووضع دساتير وقوانين ومبادئ اسست عليها الدولة المصرية ليسير عليها أبناء هذا الوطن من مبادئ وقيم وطنية ..لذا فلابد من ترسيخ هذه المبادئ فى عقول أبناء الأمة وإمدادهم بالعلوم والمعارف والثقافات المتعددة لكى يستطيعوا إستكمال المسيرة والوصول بالوطن لشاطئ العلم والمعرفة والتقدم والرخاء .
الأن تواجه الدولة المصرية مرحلة مصيرية فاصلة وفارقة مؤامرات ضد الوطن من الجهات الاربع محاولة نشر الإرهاب والنزاع على الإكتشافات اليترولية ،وأخطرها على الإطلاق أزمة سد النهضة ومحاولة منع المياه عن الأرض المصرية فى سابقة لم تحدث فى العصر الحديث.. إلا بإقامة سدود على نهر الفرات من الدولة التركية بعد إحتلال العراق فأنخفض منسوب نهرالفرات.. فهذه هى حروب المياه للتحكم فى الشعوب وهذا ما لم تسمح به الدولة المصرية قيادة وشعبا وجيشا فنهر النيل شريان الحياة..
حدثت بعض المحاولات على مدار التاريخ القديم السيطرة على منابع النيل ولكنها كانت محاولات فاشلة قابلها أجدادنا ودافعوا عن الوطن وحافظوا على نيلنا العظيم ... فقد كانت حدود الدولة المصرية تمتد فى قلب القارة الأفريفية وعلاقات قوية تجمعها مع دول القارة فقد ساهمت الدولة المصرية فى تنمية الدول الأفريقية.. وحلت فترة تباعدت المسافات وحدثت الإنشقاقات ووقعت إتفاقيات بين دول منابع النيل ومنها إتفاق عنتيبى بدون حضور مصر .. الأن عادت الدولة المصرية تمد الجسور مع الدول الأفريقية للتعاون مع دول القارة ومعالجة القضايا العالقة وأخطرها قضايا المياه وتقسيم الأنهار ومحاولة إزالة الخلاف حول قضية وجودية ومصيرية للدولة المصرية حديث الساعة أزمة سد النهضة.
الأن تمر الدولة المصرية بمحنة شديدة فى ظل إعتداء سافر من الدولة الأثيوبية على الحقوق المائية لمصر ورفض المعاهدات والقوانين الدولية وإتفاقية الأنهار الدولية ويعلنون الملأ الثانى بدون إتفاق قانونى ملزم مما يعد تعديا على الحقوق مخالفا لجميع القوانين الدولية .. يحدث ذلك وسط صمت القوى العظمى والمنظمات الدولية التى لم تتخذ موقفا حاسما وأحالت القضية إلى الإتحاد الأفريقى سابقا إلى أن وصل الوضع إلى ما هو عليه الأن و تهديد السلم والأمن الدولى ...والأن تعود القضية إلى مجلس الأمن وسط مطالبة الدولتان المصرية والسودانية ودعوة جامعة الدول العربية بالوقوف مع الحقوق المصرية والسودانية ضد التعدى من الدولة الأثيوبية والخطر المحدق بالدولتان ومطالبة مجلس الأمن للقيام بدوره فى حفظ السلم والأمن الدولى .
هذا الوضع يلزم إعادة إحياء مشروع الوحدة العربية وإتجاه إرادة الدول العربية نحو وحدة حقيقية سواء على مستوى كافة الدول العربية .. أو إتحاد جزئى كما يحدث الأن بين مصر والأردن والعراق بمايسمى خط الشام لتكون البداية لإتحاد عربى إقتصادى وسياسى فلتكن البداية لتعود للوطن العربى قوته ..
الأن لحظات فارقة فى تاريخ الشعوب أما نكون أولا نكون مع قرب الملأ الثانى للسد وبعض التصريحات من القوى العالمية برفض أى عمل عسكرى تقوم به الدولة المصرية.. وهنا يظهر الكيل بمكيالين من القوى العالمية التى تحمى مصالحها وتعتدى على بعض الشعوب حماية لمصالح آستعمارية ومصالح فاسدة وتبرر ذلك بحق الدفاع ..فأى دفاع يتحدثون عنه وسط دمار الشعوب وركام الحروب.
اننا على ثقة تامة بأننا لن نضر ولن تنقص حقوقنا المائية وان الدولة المصرية ستواجه ذلك العمل العدوانى المخالف للقوانين وحق الشعوب وسوف ننتصر كما انتصرنا من قبل عبر مراحل تاريخنا ..فالتاريخ خير شاهد على عقيدة هذا الشعب وجيشه وإرادته الوطنية .
كلمة فصل أن الدولة المصرية هى التى تحدد سياستها الخارجية بما يتوافق مع مصلحتها الوطنية والحفاظ على حقوق شعبها.
ولكن يجول فى خاطرى سؤال
اين ما تشدقت به الشعوب فى العصر الحديث من حق الشعوب فى السيادة وحق تقرير المصير!!!
وأين حقوق الإنسان!!!
أين المدنية الحديثة هل ذهبت أدراج وسط عالم المصالح الفاسدة والكيل بمكيالين وضيعت حقوق الإنسان فى عالم لا يعترف الا بحقوق الأقوياء وغيبت القوانين والمنظمات الدولية والمعاهدات التاربخية وفى هذا قمة الرجعية والدعوة لقانون الغاب والبقاء للأقوى.
إن من يمتلك أسلحة القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والقانونية والدينية هذا هو القوى الذى لا يستطيع أحد التعدى عليه فالقوة سلاح الأقوياء.
فى هذه اللحظة الفاصلة يظهر معدن الشعوب ومعنى إستقلال الإرادة والمصلحة العليا الوطنية.
ان الدولة المصرية لديها العديد من المواجهات والتحديات وذلك بإعادة بناء الدولة المصرية وإقامة منظومة متقدمة حديثة وتحتاج لتضافر جهود ابناء هذا الشعب لإستكمال منظومة البناء والدفاع.
ان الدولة المصرية حققت إنجازات فى العديد من المجالات المختلفة
ومنها على سبيل المثال النقل والمواصلات والكهرباء والغاز والإسكان والقوانين الحديثة التى تلائم مستلزمات العصر . ..وفى المجال العسكرى حدثت طفرة قوية فى مجال التسليح والتدريب وتطوير القوات المسلحة المصربة فهى حصن الامان والدفاع للأمة فلا بناء بلا دفاع وجيش قوى يحمى الأمة.
اننا فى معركة مصيرية ولابد من التسلح باسلحة القوة العلمية والمعرفية والقانونية والعسكرية والإجتماعية ليستطيع الوطن البقاء والصمود والتحدى والتقدم إلى الأمام.
أن فى أقرار القانون وسيادته القضاء على الفاسدين المتاجرين بالأوطان وذلك باقرار الحقوق والواجبات على جميع أبناء الشعب.
أن الوعى الوطنى بما يواجه الأمة المصرية السبيل للحفاظ على أمنها وسلامها ..
أن فى إمتلاك أسلحة القوة وتحقيق الإكتفاء السبيل إلى تقدم الأمة .
ان هذا الشعب المصرى الذى واجه التحديات على مدار تاريخه سوف يواجه كل ما يحاول الإعتداء على حقوقه وثرواته .. فمن واجه أعدائه على مدار تاريخه وبنى حضارته لن يخضع ولن يخنع ولن يضع مقدراته تحت سيطرة اعدائه.. واهم من يظن فى هذا الشعب غير ذلك ..فجميع فئات الشعب جيشه وشعبه وقيادته أبناء أرض مصر سوف يدافعون عن وطنهم بجميع أسلحة القوة والردع.
أن هذا الشعب الذى عاش وبنى حضارته على ضفاف نهر النيل سيدافع عن نيله فهو قضية وجود وبقاء .. فمصر هبة النيل ولا وجود لمصر بدون نيلها فهم فى تلاحم وعشق يمدها بالمياه وتمده بالطمى والخير والرخاء فلا سبيل إلا الحفاظ على نهرنا العظيم ليظل ساريا يشق أرض مصر يمدها بالمياه والخير والنماء.
ان هذا الشعب الأبى صاحب السيادة والريادة من يملك تاريخا حافلا بالعظمة والكبرياء المدافع الجسور عن الأمة سيهزم من يحاولون التعدى على حقوق وطنه ..
وسيروا من معجزات هذا الشعب ما لا يمكن لعقولهم تخيله ...و سينطلق المارد المصرى من عبق التاريخ ليحمى وطنه وأرضه ونيله وخيراته .
فتحية إعزاز وتقدير وفخر بهذا الشعب المصرى صاحب الحضارة والسيادة والريادة والكرامة.. معلم الشعوب كيف تكون الحرية والكرامة والسيادة والحضارة ..فقد كتب تاريخه بالكفاح والمحبة والفداء و سينتصر وسيحافظ على أرضه ونيله وحقوقه وثرواته بفضل أبناء هذا الشعب الذين يدينون بالولاء لوطنهم وعقيدتهم أن الوطن أمانة والدفاع عنه رسالة مقدسة .