هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إرادة وطن

الثقافة متنفس الشعوب

 

الثقافة  متنفس الشعوب  واحة العقل والنفس وهى الحصن المانع الجامع للإنسان  تقيه وتنير عقله وفكره  بنور العلم و المعرفة فتسطع شمس الحقيقة  والحكمة والفكر المبدع الخلاق . 

الثقافة  تحصن الإنسان ضد  شرور الجهل والتخلف فلا يستطيع احدا تغيب عقله أو إجتذابه او العبث بمعتقداته ومبادئه ودينه  ووعيه وفكره  .

 أن الثقافة الشاملة والكاملة  هدف ورسالة سامية للأمم  فهى الفارق بين التحضر والتخلف ،المعرفة والجهل  ،  النور والظلام  ،الإرتقاء والإنحدار ، التقدم والرجعية. 

فالثقافة زاد الامم للتقدم والتحضر والإرتقاء نحو عالم افضل .

من أقدم التعريفات وأشدها رسوخا وثباتا كان التعريف الذي قدمه إدوارد  تايلور في بداية كتابه "الثقافة البدائية" حيث عرف الثقافة بأنها

( تلك الوحدة الكلية المعقدة التي تشمل المعرفة والإيمان والفن والأخلاق والقانون والعادات، بالإضافة الي أي قدرات وعادات أخرى يكتسبها الإنسان بصفته عضواً في مجتمع) .

فى العصر الحديث عرف علم الأنثروبولوجيا 

في القرن العشرين  كلمة ثقافة بمفهوم مركزي وموحد  بانها القدرة الإنسانية بصورة رمزية  تعبر عن الخبرات الفردية بشكل رمزي و تقوم بربط تلك الخبرات الرمزية بشكل اجتماعى.

 عرفت الثقافة فى المنظور الاسلامى بأنها العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ

فهذه بعض التعريفات عن الثقافة وأهميتها ودورها فى حياة  الشعوب. 

من وجهة نظرى 

أن الثقافة هى مجموعة المعارف المكتسبة  والعلوم والثقافات المتعددة التى إكتسبها  الإنسان عبر مراحل حياته ويستقيها  من مصادر  متعددة  ساهمت فى تكوين شخصيته وملامحه وثقافته نتيجة ما تلقاه من معارف وعلوم  وعلماء سابقين ومعاصرين  فى مختلف المجالات العلمية والمعرفية والتاريخية والفكرية  فتشبعت نفسه  وتشكلت شخصيته بما إكتسبه من فكر وعلم ورؤية  فأنارت عقله ونفسه بنور العلم والمعرفة .

 فى الحقيقة تعلم مدى تقدم الشعوب من سلوك  مواطنيها معبرة عن علومها وثقافتها ومعارفها واخلاقها ودينها ،

 وكلما كانت الشعوب اكثر ثقافة ووعيا ومعرفة وعلما كلما كانت اكثر تحضرا ورقيا وتقدما والعكس صحيح. 

منذ القدم  أقامت الشعوب  حضارتها على العلوم  والفنون والمعارف والثقافات المتعددة وظهر ذلك جليا  فى الحضارات القديمة  سواء  المصرية  واليونانية و الفارسية والرومانية والإسلامية  .

فمن المستحيل ان تقوم هذه الحضارات بدون انسان صنع هذه الحضارة ولن يصنعها الا اذا كان متشبعا بالعلوم والمعارف والفنون والعقيدة والنفس السوية  ليترك هذه الحضارات العظيمة. 

فتجد  ان المصرى  القديم الذى نشئ على ضفاف نهر النيل  كان له الفضل في بناء الحضارة المصرية القديمة  وترك  إرثا عظيما من مظاهر الحضارة والعمران والعلوم والفنون.

المصرى القديم كان لديه ثقافة متعددة ويظهر ذلك من خلال الأثار التى تكشف عما وصل اليه   من علوم وفنون فلقد كان نابغا فى العلوم الهندسية والفلكية والطبية وكذلك العلوم المعرفية ويظهر ذلك من خلال ما تركه من أثار تدل على حضارته وثقافته وتبحره فى العلوم والفنون ولهذا أقام هذه الحضارة الشاهدة على عظمته. 

ولذا فعلينا إعادة إحياء الإنسان المصرى القديم  وإمداده بالعلوم الحديثة والمتطورة والثقافة المتعددة والفنون والمعارف والمفاهيم الوسطية للعقائد السماوية لتمتزج سويا وتفرز إنسان مثقف واعيا متسلحا بالعلم والمعرفة  يساهم فى ركب  الحضارة الإنسانية. 

 ان مصادر الثقافة متنوعة ومختلفة  ومنها المؤسسات التعليمية والعلمية والثقافية والاعلامية والإجتماعية والدينية.

 فلذا لابد من الإستفادة المثلى من هذه المؤسسات والقيام بعملها لتهيئة المناخ الثقافى والبيئة المناسبة لترتقى الشعوب باكتساب العلوم والمعارف  .

سوف نستعرض بعض هذه المؤسسات ودورها وتطويرها للقيام برسالتها التنويرية والحضارية :

 المؤسسات التعليمية 

حاضنة الطفل وهى  المؤسس الحقيقى لأبناء الأمة تؤسسهم علميا وتربويا وثفافيا ومعرفيا ودينيا  وذلك عن طريق المناهج الدراسية والابحاث العلمية والندوات الحوارية لنشر الثقافات المتعددة طبية وقانونية وإجتماعية بالاضافة  إلى عودة دور المكتبة ومادة الموسيقى فى المؤسسة التعليمية. 

الإشتراك مع وزارة الثقافة  فى تنمية المواهب والمبدعين وذلك  كالأتى 

 عقد  إتفاقية تعاون بينهما لإكتشاف المواهب الجديدة ليصبح لدينا مبدعين جدد فى الفن والموسيقى والنحت والرسم   والفنون اليدوية.

الإشتراك مع وزارة الشباب والرياضة لجعل الرياضة ثقافة شعب  عن طريق ممارسة الرياضة وإقامة المسابقات و  تبنى المواهب لتصبح الرياضة منهج وسلوك وثقافة .

إقامة رحلات مدرسية إلى المتاحف والمعابد والأماكن الأثرية و السياحية لنشر الثقافة التاريخية ومعرفة تاريخ مصر وعظمته. 

 معا لتصبح مدارسنا منابر ثقافية  تشع بنور العلم والفكر واحة لابنائنا تحتضنهم وتفجر طاقاتهم الإبداعية. 

المؤسسات الثقافية 

لها دور محورى فى إكتشاف وإحتضان الطاقات الإبداعية والمواهب الفنية وذلك بالتوافق مع المؤسسات التعليمية فتعود لمؤسساتنا الثقافيةدورها فى إقامة معارض للفنون وتدريب الموهوبين فى المجالات الفنية رسم ومسرح وشعر وموسيقى وتعليم الفنون اليدوية واقامة حفلات  لتعود دور الثقافة منارة للعلوم والفنون. 

المؤسسات الثقافية متعددة ومنها المسرح والاوبرا والموسيقى العربية والسينما والمتاحف والمعارض الفنية فلنجعلها منابر ثقافية وواحة للمبدعين تشع بهاء وجمالا  بفكر متجدد جاذب وهادف يرتقى بالأمة. 

المكتبات 

لهادور محورى فى نشر الثقافة وذلك بامدادها بالعديد من الكتب الهامة سواء لكبار الكتاب والكتاب الجدد وتوفيرها باسعار رمزية .

فتح منافذ للمكتبات فى المحافظات والقرى و  المدن الساحلية ومحطات القطار والمترو  وعربات متنقلة توفر الكتب باسعار بسيطة وإقامة مهرجان القراءة للجميع ومسابقات  للقصة والشعر  بجوائز معنوية ومادية .

اقامة معارض للفنون فى قصور الثقافة والأماكن المفتوحة فى المدن الساحلية ودعوة الجماهير للحضور تحفيزا ودعما للمبدعين. 

 إقامة ندوات حوارية وإستضافة الكتاب 

والعلماء والخبراء فى جميع المجالات للحوار البناء والمثمر والمفيد ونشر الوعى المجتمعى فهكذا تعود للمكتبة دورها الهام والحيوى فى المجتمع. 

الأسرة

 الأسرة هى  حاضنة الأبناء تزودهم بمبادئ الحياة من علم ودين وخلق وثقافة ، فالطفل يخطو اولى خطواته فى حضن الاسرة حتى يشتد ساعده ويقوى 

ولذا فلابد من تنشئته على العلم والدين والأخلاق  متعدد الثقافات.   ولذا فان تزويد الاسرة بمصادر الثقافة  بطرق ميسرة ومنها  

 بيرامج ثقافية متعددة فى وسائل الميديا والإعلام المختلفة  .

أتاحة الكتب باسعار رمزية ليصبح لدى كل اسرة مكتبة  تضم العديد من الكتب  لينشئ الطفل فى بيئة خصبة حاضنة   تمده بالثقافة والعلوم والمعارف. 

المؤسسات الدينية 

لها دور هام لما للدين من أثر عظيم فى  فكر وعقل الانسان ولذا فلابد للمؤسسات الدينية ان تعلم وتفهم الفرد  بالمفاهيم الصحيحة للعقائد السماوية والعقيدة الوسطية والدعوة إلى   إكتساب الثقافة والعلوم والمعارف.  

 فما كان متفق مع العقيدة كان صالحا ونافعا ،وما كان مختلفا كان فاسدا وضارا.

 إقامة حلقات حوار للإستماع للشباب والرد على اسئلتهم المحيرة حتى نقيهم الوقوع فى براثن الجهل  والتخلف و إمدادهم بصحيح الدين من عبادات ومعاملات وعدم  التضاد بين اكتساب الثقافة المتعددة والمختلفة وبين  صحيح العقيدة وما تدعو إليه الأديان  وبهذا ننشئ جيلا مثقفا متسلحا بالعلم والإيمان. 

المؤسسات الإعلامية 

لها دور هام فى نشر الثقافة  والتنوير عن طريق الاعلام المرئى والمسموع والمقروء وذلك ببرامج  ومقالات وكتب مفيدة تنشر الثقافة المختلفة فى جميع الفروع طب وقانون وهندسة وادب وفن وتاريخ وحضارة  وعادات وتقاليد ومفاهيم وسطية للعقائد السماوية فهذه المنابر دورها ثابت واصيل  ومحورى فى نشر الثقافة. 

  من الوسائل الثقافية  السينما والمسرح  والأوبرا من أهم الوسائل  لنشر الثقافة والوعى والفكر الفنى والأدبى والسياسى والحضارى ،

فإذا تم توجيههم نحو الإتجاه الصحيح لأصبحت الثقافة متنفسا للشعوب  تحت إشراف المجلس الأعلى للثقافة   كمنابر متصلة وليست منفصلة  تنير الطريق  لأبناء الأمة بنور الفكر والعلم والمعرفة.

أن  الأمة المصرية زاخرة بالعلماء والمفكرون والأدباء ومنهم على سبيل المثال العالم د مصطفى مشرفة ،العالمة سميرة موسى ،العالم المفكر د / مصطفى محمود ،الفقيه الإمام الغزالى والشيخ محمد  متولى الشعراوى ، الأديب د / طه حسين و الأديبة د/ عائشة عبد الرحمن والأديب نجيب محفوظ   ،الشاعر أحمد شوقى وإبراهيم ناجى ،المطربة أم كلثوم ،الموسيقار محمد عبد الوهاب والقصبجى،  الطبيب العالم مجدى يعقوب  وغيرهم من المبدعون والعلماء والمفكرون  فلنجعل من بلادنا نبع يتدفق بالمبدعون. 

  أن الثقافة متنفس الشعوب وواحة الإبداع  والسبيل إلى  تقدم  الأمم فى ظل الحرية الخلاقة وثقافة الإبداع.

فلنتنفس ثقافة وعلما ومعرفة وفكرا لتصبح الثقافة مثل الماء والهواء متنفسا للشعوب.