أي حاجة

هؤلاء الورثة!

المشكلة أن أغلب هؤلاء الورثة غير موهوبين أساسًا. ولاعلاقة لهم بالمسرح من قريب أو بعيد. وربما كانوا يسخرون من الكاتب الذي ورثوه. ويعتبرون عمله بالكتابة نوعًا من العبث. وتضييعا للوقت فيما لايفيد. لكنهم بعد رحيله. وكلما شرع أحد في التعامل مع نص له. ثاروا وهاجوا وماجوا ورددوا: حقوقنا حقوقنا.
لاأحد بالطبع يمكنه تجاهل الحقوق المادية لورثة هذا الكاتب أو ذاك. فهذا أمر ينظمه القانون. لكن المشكلة أن بعضهم يبالغ في طلباته المادية. معتقدًا أن هذه الجهة أو تلك عندما تنتج عملا مسرحيا للكاتب الذي يخصه. سوف تجني الملايين من ورائه. مع إن بعض هذه الجهات- خاصة الرسمية- ربما تنفق علي العرض أضعاف مايجلبه من عائد مادي. باعتبارها جهة غير ربحية أصلا.
خذ عندك مثلا هيئة قصور الثقافة التي تقدم عروضها بالمجان. يعني أنها تحقق أكثر من زيرو أرباحًأ. لأنها تنفق علي انتاج العروض ولاتحصل علي مليم واحد نظير عرضها للجمهور. هذه الهيئة لو فكرت في إنتاج نص لكاتب راحل. سيكون عليها أن تدفع لورثته مبلغا معينا حسب اللوائح التي تعمل بها. وهذا المبلغ لن يرضي السادة الورثة. وتكون النتيجة عدم التعامل مع نصوص لكتاب راحلين تجنبا لوجع الدماغ والدخول في مشاكل لاحصر لها. وأعرف أن هناك قرارا غير معلن في الهيئة بعدم التعامل مع نصوص أربعة كتاب كبار نظرا لأن ورثتهم في غاية الازعاج.
ليس لدي اقتراح لحل هذه المشكلة العويصة التي تتسبب في حجب نصوص مسرحية مهمة بسبب جنون بعض الورثة. سوي الهمس في أذن هؤلاء الورثة بأن مطالبكم المبالغ فيها تضر بكاتبكم الراحل. وتجعله هو وأعماله في طي النسيان. وأعتقد أنه يتبرأ منكم ويلعنكم في قبره ويقول: روحوا منكم لله تعبتوني حيًا وميتًا.

[email protected]