أي حاجة

الهيافة تأكل أكتر!!

الصحف والمواقع الإلكترونية اهتمت الاثنين الماضي بخبر رحيل الفنان الكبير يوسف شعبان. وهو أمر جيد يستحقه فنان في حجمه.
الذي لاحظته. وقد تابعت أغلب ما نشر عن رحيل الفنان الكبير. أن المسرح لم يكن له وجود في كل المقالات والمتابعات والأخبار التي تناولت مسيرة يوسف شعبان. مع ان الرجل ابن المسرح أساسًا. وتخرج في معهده العالي. وقدم العديد من الأعمال المسرحية المهمة واللافتة. أشرنا إلي بعضها في "تياترو" الاثنين الماضي.
لم يكن ما نشرناه سبقًا ولا تعبيراً عن ذكاء خارق من جانبنا ولاحاجة. فالمعلومات متاحة وعلي قفا من يشيل. لكننا تعاملنا مع مسيرته المسرحية من حيث إننا صفحة مسرح. ومن حيث إن أغلب الزملاء سينصرفون إلي السينما والتليفزيون باعتبارهما أكثر شهرة وحضوراً.
الأمر يعني أن الفنان الراحل لو كان اكتفي بالمسرح. تخصصه الأساسي. لكانت الصحف ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كلها اكتفت بخبر عابر ودمتم.. وهو ما حدث مع فنانة مسرحية توفيت في نفس يوم وفاة يوسف شعبان. وهي الفنانة أحلام الجريتلي عليها رحمة الله.
لا لوم طبعاً علي من أهملوا سيرة المسرح في متابعتهم لنبأ رحيل يوسف شعبان. فالإعلام عموما بيمشي ورا الرايجة. ولا لوم علي يوسف شعبان نفسه الذي اتجه إلي السينما والتليفزيون. فهذا أمر طبيعي يسعي إليه كل فنان. لكن اللوم علي مجتمع كامل بإعلامه ومؤسساته الثقافية والتعليمية. التي لم تستطع حتي الآن أن تضع المسرح علي أجندة المواطنين كفن مهم ومحترم. بعيداً عن المفاهيم التي باتت راسخة في أذهان الناس عن المسرح. والتي تتلخص في أنه "الحاجة إللي بتخلينا نضحك". وإن كانت وزارة الثقافة تبذل الآن جهدًا كبيرًا لنشر المسرح في ربوع مصر كافة. ونرجو أن تنجح في مهمتها الوطنية الصعبة.
الإعلام تحديدًا هو الذي دمر المسرح. وحصره في نوع واحد هو الكوميديا التي يصر علي تقديم عروضها ليل نهار. وليتها كوميديا أصلا.. فصناعها لا يفرقون بين التهريج والنمر الضاحكة وبين الكوميديا كفن محترم ومن اصعب وأهم فنون الدراما.. لكن تقول لمين.. الهيافة تاكل أكتر!!