هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إرادة وطن

الإنسان صانع الحضارة

 

الإنسان صانع الحضارة  حامل شعلة التنوير والتقدم والبناء فلقد  خلقه الله  فى أحسن تقويم ليعمر الأرض   وليعبد الله سبحانه وتعالى  ولقد منحه الله نعم لا تحصى  ومنها نعمة العقل فهو زينة الإنسان . 

   ولن يستطيع الإنسان إعمار الأرض إلا إذا تزود بالعلوم الدينية والروحية والمعرفية والعلمية .

مما لاشك فيه أن أساس تقدم الأمم هو بناء  الإنسان  على العلم والفكر والثقافة   لتشرق  شمس الحضارة والتقدم والبناء   .

 أن الجهل هو السبيل الى إنحدار الأمم وتخلفها و عموم الفوضى والمفاسد وهدم  الحضارة .

 أن الأمم منذ القدم أقامت حضاراتها  على إرساء منظومة العلم  والدين والمعرفة  والأخلاق   فتقدمت وتركت أثرا خالدا فى الحياة الإنسانية.

فعبر مراحل التاريخ نجد فى مراحل التقدم والحضارة نبوغ العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين وتطور الحياة فى جميع المجالات العسكريةوالإقتصاديةوالسياسية  والعلمية والإجتماعية والدينية والفكرية.

وفى مراحل التخلف نجد الجهل وأنعدام الفكر والهوية وغياب وسطية الأديان وإختفاء دور  العلماء وظهور الجهلاء  والفاسدون والطامحون فتسقط الأمم بإختفاء شمس المعرفة ونور العلم .

برؤية تاريخية  نجد أن مراحل النهضة الإسلامية نجد نبوغ العلماء والمفكرين  فى ظل حلقات البحث العلمى التى أخرجت لنا علماء عظام مثل أبن سيناء والخوارزمى وأبن رشد وأبن الهيثم  والأمام الشافعى والأمام محمد الغزالى  وغيرهما من علماء الأمة الإسلامية الذين تركوا أثرا بعلمهم وفكرهم الإنسانى . 

ونجد فى العالم الغربى نيوتن، وتوماس أديسون ،البرت إينشتاين وأرسطو وغيرهم من العلماء الذين تركوا علما وأثرا فى التاريخ الإنسانى . 

  لذا نجد أن   الدول الطامعة فى ثروات الشعوب قاموا   بهدم قلاع  العلم والثقافة والمعرفة   وأغتالوا   العلماء  ونشر وا الجهل والموبقات   حتى يستطيعوا الإستيلاء على الأمم  والتاريخ خير شاهد على ذلك  سواء القديم أو الحديث .  

فنجد  الكثير من علماء العصر الحديث  قد تم أغتيالهم أمثال  د /مصطفى مشرفة ،ود/ سميرة موسى ،وعالم الفذ د /  جمال حمدان ،وغيرهم من العلماء الذين تم أغتيالهم حتى لا يكونوا أداة لتقدم أوطانهم ،ولنتذكر  كيف تم تدمير العراق وكيف كانت المطالبة بتسليم  العلماء وعند الرفض تم أغتيالهم العالم تلو الأخر ،

فمن علموا قيمة العلماء أما أن يسخروا علمهم فى الإستفادة من علمهم  أو القضاء عليهم، فهذا هو العالم الحالى عالم قاسى لا مجال به للرحمة فهو صراع الأقوياء يطبق به قانون الغاب والبقاء للأقوى .

ولذا لابد أن نتسلح  بجميع أسلحة القوة العلمية والمعرفية والثقافية بالإضافة إلى الأسلحة العسكرية والإقتصادية والدينية والإجتماعية والقانونية فكلا من هذه الأسلحة  مكملة ومتممة للأخر فلا تقذم أقتصادى وعلمى بدون تقدم معرفى وثقافى   .

   وبنظرة موضوعية تجد أن الأمم المتقدمة أتخذت العلم  هدف ورسالة لبناء حضارتها وتقدمها   .

ولذا فإن أهم الأولويات فى العصر الحالى  هو إعادة   بناء الإنسان وتزويده بالعلم والثقافة والمعرفة  فالسلاح العلمى والمعرفى سلاح قوة وبناء . 

والسؤال كيف يتم بناء الإنسان ؟

يتم بناء الإنسان عن طريق بعض الوسائل ومنها :

تطوير المؤسسات الثقافية والفكرية وإعادة إحياء هذه المراكز كقلاع ثقافية تنويرية  .

إعادة الحياة التعليمية إلى المؤسسات العلمية  مع التحديث المستمر للمناهج والتزود بالتكتولوجيا الحديثة لتواكب التطور فى مجال العلم الحديث . 

 زيادة أعداد  المكتبات العامة لتصبح واحة للفكر والإبداع . 

إكتشاف العلماء والمبدعين   وتبنى الدولة لهم ورعايتهم ماديا ومعنويا وعلميا . 

تطوير مراكز البحث العلمى وزيادة المخصصات المالية لدعم العلماء وكذلك تقديم الدعم التقنى .

 الربط بين المؤسسات العلمية والفكرية مع  المؤسسات العلمية فى الدول المتقدمة للإستفادة بكل ما هو جديد .

عقد شراكات مع الجامعات العالمية ومنح منح علمية والتدريب فى مراكز البحث العلمى فى الدول المتقدمة لصقل العالم المبدع بالعلم والتدريب  .

الإستفادة من الأبحاث المقدمة من العلماء فى التطور التكنولوجى والإقتصادى والعلمى والعسكرى والإجتماعى  ووضع هذه النظريات محل التطبيق . 

   تسخير كل مقومات الدولة ومؤسساتها حول هدف واحد هو إعادة  بناء الإنسان ليصبح هو صانع الحضارة  .

 أن الأمم تتقدم بالعلم وترتقى بالفكر وتستقيم بالدين والأخلاق  وتنهض بالعمل وتكتفى بالإنتاج وتقوى بالإنسان فهو صانع الحضارة   لتشرق شمس الحرية والحضارة والتقدم و السلام  .