العقيدة بين الوسطية والمفهوم الصحيح للأديان وبين التطرف الهدام المؤدى إلى التنازع والصراع بين بنى الإنسان الخارج عن مفهوم الدعوة الألهية .
أن الوسطية هى السبيل إلى التعايش و السلام والمحبة والإخاء والسبيل إلى إستقامة النفس الإنسانية و الملاذ الأمن للحياة البشرية .
أن التطرف والجنوح عن الفهم الصحيح للأديان والرسالة السماوية يؤدى إلى التنازع والصراع بين بنى الإنسان فالتطرف والمغالاة هادم للأمم والحضارات .
أن المفهوم الصحيح للأديان هذه المشكلة التى تعانى منها بعض الشعوب فى هذه الحقبة والتى تحتاج إلى المواجهة للعودة إلى طريق الوسطية والمفهوم الصحيح للأديان .
هناك العديد من المؤتمرات التى أقيمت لبحث هذه الظاهرة وأسبابها وتم إصدار بعض القوانين وتعديل الأخر لتكون السبيل للمواجهة ولكن مازالت هذه الظاهرة مستمرة نتيجة أسباب متعددة
فتعالوا سويا نبحث فى الأسباب والحلول لهذه المسألة المعقدة التى تواجه الشعوب فى هذا العصر .
والسؤال
ما هى الأسباب التى تؤدى إلى التطرف والبعد عن المفهوم الصحيح للأديان وطريق الوسطية ؟
من وجهة نظرى أن الأسباب تتمثل فى بضع نقاط ومنها :
منح الفتوى لغير المختصين ولغير دارسوا الشرائع السماوية .
الفكر الهدام الخارج عن المفهوم الصحيح للأديان .
إجتذاب الشباب من دعاة التطرف وبث افكار مغلوطة ومحو هويتهم وتغيب عقولهم .
بعض المشكلات الإقتصادية والإجتماعية والدينية والقانونية الناتجة عن عوامل متعددة ومنها ضعف التطور وعدم الإستقراروالظروف التى يمر بها العالم .
إستغلال أعداء الأمة العربية ظاهرة الإختلاف الفقهى بين أبناء الدين الواحد لإجتذابهم وتغيب عقولهم بفكر متطرف ليكونوا هم وسيلة الأعداء فى تنفيذ مخططاتهم العدائية .
الحروب والصراع فى منطقة الشرق الأوسط وما نتج عنها من دمار أدى إلى تشريد الشعوب وغياب ملامح الحياة الإنسانية .
التمويل للإرهاب وهذا من أكثر العوامل تأثيرا لتوفير المصدر للعمليات الإرهابية .
الفكر الهدام وذلك بوجود بعض أصحاب الفكر المتطرف والكتب التى تحمل الفكر الداعى إلى التطرف.
بعض وسائل الإعلام والميديا والإنترنت ساهموا فى نشر المفهوم غير الصحيح للأديان ومحاولة نشر التطرف ودحض القيم الأخلاقية والعبث بمفهوم العقائد السماوية .
فإذا كانت هذه بعض الأسباب المؤدية إلى ظاهرة التطرف
فما هى الحلول لمواجهة هذه الظاهرة ؟
هناك العديد من الحلول للقضاء على التطرف والعودة إلى الوسطية وذلك من خلال المؤسسات الدينية و التعليمية والرياضية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية والقانونية والعسكرية والشرطية والتعاون الدولى
فتعالوا سويا نعرض دور بعض المؤسسات للعودة إلى الوسطية ونبذ التطرف .
المؤسسات الدينية
لها الدور الرئيسى فى تعليم الإنسان مفهوم العقيدة والدين الصحيح ويمكن تشكيل لجنة تضم علماء الدين و النفس والإجتماع والقانون والإعلام لبحث الأسباب ووضع خطة منهجية لمواجهة التطرف والعودة إلى مفهوم الوسطية وتقديمها كورقة بحثية لتطبيقها .
المؤسسات التعليمية
لها أبلغ الأثر فى بناء شخصية الإنسان ولذا فيجب تطوير التعليم ليتوافق مع العلم الحديث و عودة مادة الدين كمادة أساسية فى التعليم لغرس القيم الدينية السليمة وإقامة ندوات دينية وفكرية وثقافية عن طريق مفكرين وعلماء فى جميع المجالات المختلفة للتعريف بالمفهوم الوسطى للأديان .
المؤسسات الرياضية
لها دور هام وذلك بدعوة أفراد المجتمع لممارسة الرياضة وتهيئة الأجواء الرياضية وعودة مادة التربية الرياضية فى المدارس و الجامعات والمراكز الرياضية لتنمية العقل وتنشيط الجسد .
المؤسسات الثقافية
واحة الإبداع و الفكر وإعمال العقل ،لذا يجب تفعيل دور قطاع الثقافة و تبنى المواهب معنويا وماديا وفنيا وعودة دور المكتبة وإتاحة الكتب بأسعار مخفضة.وتنقية المكتبات من الكتب التى تحمل فكر متطرف وإقامة ندوات فكرية لنشر الثقافة والعلم والفكر البناء .
المؤسسات الإعلامية
لها دور تنويرى فى القضاء على التطرف ونشر الفكر الوسطى ونشر البرامج العلمية والثقافية والدينية من المختصين بما يفيد المتلقى ويزيد من ثقافته ويساهم فى تصحيح الرؤية وإكتساب المعارف والعلوم .
تطبيق القانون على المخالفين من القنوات الإعلامية وغلق المواقع المحرضة والمخربة للعقيدة الوسطية والقيم الإخلاقية .
المؤسسات الدينية
و تتمثل فى الأزهر لهم دور هام فى ترسيخ المفهوم الصحيح للأديان وتفسير المسائل الفقهية والعقائدية.
إقامة موقع إلكترونى للرد على أسئلة المواطنين .
دور وزارة الأوقاف فى المتابعة وزيادة الرقابة على المساجد والزوايا وعدم السماح إلا للتابعين لوزارة الأوقاف بأعطاء الدروس الدينية .
دور الكنيسة فى متابعة الكنائس والرقابة عليها .
المؤسسات الإجتماعية
لها دور هام وذلك بترسيخ قيم التكافل المجتمعى ومساعدة الطبقات الفقيرة إجتماعيا وماديا فالعدالة الإجتماعية هى الباب الذى يسلك منه المتطرفون لإجتذاب الشباب .
المؤسسات القانونية والقضائية
لها دور هام فى تحقيق العدالة الناجزة والقضاء على الفساد والإرهاب وتعديل قانون الإجراءات الجنائية بما يفيد سرعة البت فى الأحكام لتحقيق المنع والردع .
المؤسسات الإقتصادية
لها دور هام فى تحسين الأحوال الإقتصادية والقضاء على البطالة والفقر وتحسين الظروف المعيشية بمشروعات منتجة تؤدى إلى إستقرار المجتمع وأمنه ورخاءه .
التعاون الدولى
له أهمية كبرى فى القضاء على الإرهاب والقضاء على مصادر تمويلة وذلك بالتعاون بين الدول وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب والوثيقة العربية ضد الإرهاب والتطرف وتوصيات المنتدى الإستخباراتى العربى مما يساهم فى القضاء على الإرهاب والتطرف.
المؤسسات العسكرية
لها دور هام فى حماية البلاد من العمليات الإرهابية وضبط الحدود وهى تقوم بأروع دور فى سبيل حماية البلاد .
المؤسسة الشرطية لها دور هام فى القضاء على الإرهاب ودحض المخططات وضبط المتطرفين ومصادر التمويل وتقديمهم ليمثلوا أمام القضاء.
هذه بعض الحلول لمواجهة التطرف وتحقيق مفهوم الوسطية والدعوة إلى الإلتزام بالتعاليم الدينية والمفهوم الصحيح للدعوة الألهية فهذا هو السبيل ليحيا بنى الإنسان فى إخاء ومحبة وسلام .