أي حاجة

شاهد ماشافش حاجة

أزعم أنني مهتم بمشاهدة العروض المسرحية أيًا كان صناعها أو جهات إنتاجها. هواة. محترفين. أو حتي شباب علي باب الله يقدمون تجربتهم الأولي في جامعة أو بيت ثقافة أو مركز شباب أو فوق السطوح.
الذي لاحظته - وألاحظه منذ عدة سنوات - أن أغلب المسرحيين. وكذلك أساتذة المسرح. غير منشغلين بمشاهدة العروض المسرحية. وهذا أمر غريب فعلا.
قد يكون بعضهم مريضًا أو علي سفر. وبالتالي فعذرهم مقبول وذنبهم مغفور. ولكن ماذا عن الذين مازالوا بصحتهم ويمكنهم ممارسة الرماية والسباحة وركوب الخيل ومصارعة المحترفين؟
ستقول وهل تراقب المسرحيين وتقف علي أبواب المسارح لترصد من غاب ومن حضر؟ وأقول لك صحتي لا تحتمل ذلك. ولا وقتي أيضًا. لكني أحضر بعض المهرجانات كاملة. ولا أفوت عرضًا إلا وأشاهده. وكان آخرها مهرجان مواسم نجوم المسرح الجامعي الذي استضافه مسرح الهناجر. وكذلك مهرجان نقابة المهن التمثيلية الذي كنت عضوًا في لجنة تحكيمه. وفي المهرجانين لم أشاهد سوي عدد محدود من المسرحيين لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. فضلا عن أن بعض الزملاء الصحفيين عندما يجرون استطلاعات أو تحقيقات عن مهرجانات مسرحية يفاجأون بأن معظم مصادرهم من المسرحيين لم يشاهدوا عروض هذا المهرجان أو ذاك.
كيف تكون مسرحيًا ولا تذهب إلي المسرح. وكيف تكون ناقدًا أو مدرسًا للمسرح. ولا تتابع عروضه. ولاتعرف إلي أين وصل بالضبط؟
الغريب في الأمر أن أغلب هؤلاء المكتفين بذواتهم والمعزولين عن المسرح. عندما يسألهم أحد عن رأيهم في الحركة المسرحية. وبدلا من أن يعتذروا عن عدم الإجابة لعدم درايتهم بأحوال المسرح. يصبون لعناتهم علي المسرح والمسرحيين. بل ويتجرأون ويعددون أسباب انهياره. في حين أن الانهيار يخصهم وحدهم لأنهم شاهد ماشافش حاجة.. بس عامل نفسه شاف كل حاجة.

[email protected]