رئيس تحرير عقيدتي في دار الجمهورية للصحافة عضو المجلس الاعلي للشئون الاسلامية بالقاهرة درس اللغة العربية في جامعة الازهر
من مقولات الجنرال الإسرائيلى يشعيا جافنيس فى مذكراته عن حرب أكتوبر "انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية، ولم نحرز انتصارات، ولم نتمكن من كسر الجيش المصري، ولم ننجح فى استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي، وأننا لو قيمنا الإنجازات فى ضوء الأهداف لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما فى حرب أكتوبر».
هكذا تحدث أحد جنرالات إسرائيل.. و«الحق ما شهدت به الأعداء».. لذا فإن نصر أكتوبر من أعظم الانتصارات فى تاريخ الأمة العربية فى العصر الحديث حيث جسد هذا النصر أصالة شعب مصر وقواته المسلحة الباسلة وعظمة ولائهم للوطن، فقد أعاد أبناء مصر أمام أعين الجميع تشكيل خريطة القوى فى العالم وأصبح الانتصار نقطة تحول فارقة فى التاريخ الحديث.
فى الوقت الذى اعترف القادة الإسرائيليون ببسالة الجندى المصري، نجد قادة الجماعة الإرهابية يجندون بعض المراكز البحثية المشبوهة لإصدار تقارير تشكك فى هذا النصر العظيم وتشوهه والتشكيك فى قدرات الجيش المصرى القوى وهذه طريقتهم فى التشكيك فى كل الثوابت الوطنية.
ورغم مرور 46 عاما على هذا الانتصار الكبير إلا أنه مازال يجسد لنا مناسبة عظيمة تركت أثرا بالغا فى نفوس كل المصريين والعرب، هذا النصر الذى أسهم فى تغيير تاريخ المنطقة كلها وهو كان ومازال وسيظل علامة بارزة فى تاريخ قواتنا المسلحة الباسلة.
ونحن نعيش نشوة هذه الذكريات، وهذا الانتصار العظيم يستوقفنى أمر مهم وهو أن هذا الانتصار لم يتحقق لأننا نمتلك أكثر الأسلحة أو أقواها، أو أكثرها تطورا ولا لأنه كان لدينا جسر جوى ينقل إلينا الأسلحة كما حدث مع العدو، ولا لأننا كنا نتلقى دعما سياسيا واقتصاديا وماديا ومعنويا كما تلقت إسرائيل، بل لأنه كانت لدينا طاقة إيمانية كبرى تعطلت فى حرب 1967 فانهزمنا وانكسرنا، ولكن هذه الطاقة الإيمانية تفجرت فى حرب 1973، فانطلق الرجال أصحاب العقيدة والقضية مقبلين على الموت طالبين الشهادة فتحقق لهم النصر وتحقق لمن عاش منهم الفخر والاعتزاز بأول نصر عربى حقيقى فى العصر الحديث، وفاز من مات منهم بالشهادة.
كل الخبراء يؤكدون أن بناء الجانب النفسى والروحى لأفراد القوات المسلحة كان إحدى الركائز الأساسية فى إعادة بناء الجيش المصرى وإعادة تأهيل أفراده، وبهذه القوة النفسية والطاقة الإيمانية نستطيع أن نواصل جهودنا فى بناء وطننا ومجتمعنا فى الوقت الحالي.
وهذا المعنى العظيم لا يلغى ولا يقلل أبدا من أهمية وقيمة المعانى العديدة التى تتداعى إلى الذهن ونحن نعيش ذكريات الانتصار التى يجب أن تحرص عليها كل فئات الشعب حتى تبقى معنا روح أكتوبر ملهمة ومرشدة ودافعة فى سبيل التقدم والتنمية.. وبهذه الروح نستطيع استلهام الدروس والعبر للعبور إلى التنمية والرخاء ولنثبت للدنيا كلها أن آباءنا عبروا خط بارليف الحصين واقتحموا صفوف النيران ونحن الأبناء قادرون على اقتحام كل الصعاب فى سبيل تحقيق التنمية لبلادنا فى كل المجالات.
<<<
وختاما: قال تعالى"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"
صدق الله العظيم
سورة محمد آية 7